تونس تخسر مقعدها في مجلس الإيكاو: للمرة الثانية خارج قائمة الأعضاء
شهدت الدورة الحالية للمنظمة الدولية للطيران المدني (الإيكاو) نتائج مخيبة للآمال بالنسبة لتونس، حيث لم تتمكن مجددًا من العودة إلى مجلس المنظمة بعد خسارتها للمقعد في الدورة السابقة. وكان الأمل معقودًا على أن تسترجع تونس موقعها ضمن المجلس المؤثر الذي يضم 36 دولة فقط من أصل 183 دولة عضواً، غير أن نتائج التصويت الأخيرة التي أُعلنت رسميًا بمقر المنظمة أكدت استمرار غياب تونس عن التمثيل في هذا الهيكل الدولي الهام.
وتعتبر عضوية مجلس الإيكاو أساسية للدول الطامحة إلى التأثير في السياسات الدولية المتعلقة بقطاع الطيران المدني، خاصة في ظل التحديات المتصاعدة التي يواجهها هذا القطاع الاستراتيجي على الصعيدين الأمني والتنظيمي. ويتيح المقعد لأعضائه إمكانية المشاركة الفاعلة في وضع القوانين والمعايير التي تنظم المجال الجوي والنقل الجوي العالمي.
وقد جاء هذا الإخفاق ليعكس صعوبة المنافسة والوزن الكبير الذي تتمتع به الدول الأعضاء داخل المجلس. وأشارت بعض التحاليل إلى أهمية مراجعة الاستراتيجيات الوطنية وإعادة ترتيب الأولويات لتدعيم مكانة تونس في المحافل الدولية، باعتبار أن التواجد في مجلس المنظمة يشكل فرصة هامة للدفاع عن مصالح النقل الجوي الوطني وتعزيز التنمية الاقتصادية عبر الانفتاح على الأسواق العالمية.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الإيكاو يجري انتخاب أعضائه عبر التصويت المباشر للدول الأعضاء في جلسة عامة تُعقد كل ثلاث سنوات، بحيث تُوزَّع المقاعد وفق معايير جغرافية وفنية محددة تراعي حجم حركة النقل والموقع الجغرافي والأهمية الاستراتيجية.
يذكر أن الدورة الانتخابية الحالية شهدت تنافسًا محتدمًا بين العديد من الدول للفوز بعضوية المجلس، مما أنعكس على حظوظ تونس في البروز مجددًا ضمن هذه الهيئة الدولية المؤثرة. ويأمل مختصون في قطاع الطيران المدني أن يتم استخلاص الدروس الضرورية من هذه التجربة، وأن يتم العمل بجدية على تعزيز حضور تونس إقليميًا ودوليًا على مستوى المحافل ذات العلاقة.