زغوان تحت وطأة حمى غرب النيل: وفاة جديدة تؤكد خطر البعوض الناقل

شهدت ولاية زغوان في الأيام الأخيرة حالة وفاة جديدة بسبب الإصابة بفيروس حمى غرب النيل، مما أثار قلقًا متزايدًا بين سكان المنطقة حول مخاطر هذا الوباء وضرورة الوقاية من البعوض الناقل للمرض.

أعلنت الجهات الصحية بالمستشفى الجهوي بزغوان عن وفاة رجل يبلغ من العمر 68 عامًا، يقطن بحي الحنايا، بعد إصابته بفيروس حمى غرب النيل. وحسب المعطيات المتوفرة، فإن العدوى انتقلت إليه إثر تعرضه للسعة بعوضة أثناء وجوده بالقرب من نقطة مياه راكدة، الأمر الذي أدى إلى دخوله في صراع مع المرض خلال الأيام الماضية وانتهى بوفاته ليلة أمس.

تعتبر هذه الحادثة هي الثانية من نوعها التي تشهدها زغوان خلال الفترة الأخيرة، حيث تم تسجيل حالة وفاة سابقة لنفس السبب في شهر أوت الماضي. وأفادت مصادر طبية محلية بأن السبب الرئيسي لتفشي العدوى يعود إلى انتشار البعوض في أماكن المياه الراكدة، والتي توفر بيئة مثالية لتكاثر هذا النوع من الحشرات القادرة على نقل الفيروس للإنسان.

وتبرز حمى غرب النيل بين الأمراض الفيروسية المنقولة عبر البعوض، وقد تؤدي إلى أعراض تتفاوت بين الحمى الخفيفة واضطرابات عصبية خطيرة، خصوصًا بين كبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة. وتدعو مصالح الصحة الجميع، خاصة في المناطق المعروفة بانتشار البعوض، إلى ضرورة اتخاذ إجراءات الحماية مثل استخدام الشبكات الواقية للنوافذ والأبواب، وعدم ترك أوعية المياه مكشوفة أو الإقامة قرب البرك والمستنقعات، إضافة إلى رش المبيدات بانتظام في محيط الإقامة.

وأكدت السلطات الصحية أنها تواصل مراقبة الوضع بشكل وثيق، وهي بصدد اتخاذ إجراءات وقائية وتوعوية إضافية للحد من انتشار البعوض في الأحياء والمناطق الريفية. كما دعت المؤسسات المحلية وسكان زغوان إلى التعاون في تنظيف الأحياء والقضاء على مصادر المياه الراكدة التي تمثل الخطر الأكبر في انتقال العدوى.

جدير بالذكر أن حمى غرب النيل مرض ينتشر عن طريق لسعات بعض أنواع البعوض، ولا ينتقل من إنسان إلى آخر بشكل مباشر. ويُنصح أي شخص تظهر عليه أعراض مرضية غير عادية كارتفاع درجة الحرارة أو الأوجاع الشديدة بمراجعة الطبيب فورًا، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تتطلب الحذر والوعي الصحي الجماعي.

وتبقى اليقظة المجتمعية وتكثيف جهود الوقاية الوسيلة الأنجع لمواجهة هذا التهديد الصحي المتصاعد في ولاية زغوان ومناطق أخرى من البلاد.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *