تحقيق جديد يكشف تفاصيل أزمة التلوث الكيميائي في قابس عام 2023

شهدت مدينة قابس في جنوب تونس خلال عام 2023 جدلاً واسعاً وضجة كبيرة إثر الكشف عن أزمة بيئية خطيرة مرتبطة بإنتاج واستخدام مادة كيميائية مثيرة للجدل تُعرف باسم DAP 18-46، وهو سماد فوسفات يُستخدم بشكل مكثف لتحسين التربة الزراعية. هذا الأسمدة يُستورد بكميات كبيرة ويُستخدم، خاصة في الحقول الزراعية خارج تونس كتلك المزروعة بالقمح والذرة ودوار الشمس في أوروبا وتحديدًا فرنسا.

مع بداية عام 2023، سلطت تحقيقيات صحفية وتقارير بيئية الضوء على المخاطر الصحية والبيئية التي تُحيط بسكان قابس بعد تعرضهم لتسربات وانبعاثات مستمرة من مصانع إنتاج المواد الكيميائية. أشارت التقارير إلى ازدياد حالات الأمراض التنفسية والتسمم الكيميائي بين الأهالي وسط تغييب واضح للرعاية الصحية العاجلة وقصور إجراءات الحماية البيئية.

أثارت هذه الفضيحة البيئية احتجاجات واسعة النطاق في أوساط سكان المدينة والمجتمع المدني، وطالب العديد من المواطنين بنقل المنشآت الكيميائية خارج المناطق السكنية وتوفير تعويضات للعائلات المتضررة، بالإضافة إلى فتح تحقيق رسمي في مصادر الاستيراد وطبيعة الرقابة على هذه المنتجات.

الجمعيات البيئية والناشطون حذروا مراراً من تصاعد تلوث الهواء والمياه في المنطقة، محذرين من أن استمرار مثل هذه الانتهاكات سيؤدي إلى آثار صحية طويلة المدى تهدد الأجيال القادمة، خاصة مع غياب الحلول الجذرية من قبل السلطات الرسمية.

ورغم الاهتمام الإعلامي الكبير والمتابعة المستمرة لهذه الأزمة، تستمر معاناة أهالي قابس في مواجهة مخاطر تدهور بيئي متواصل. وتبقى الأسئلة مطروحة حول مدى التزام الجهات الرسمية بحماية البيئة وصحة المواطنين، والتدابير المطلوبة لتحقيق التوازن بين التنمية الصناعية وحماية الموارد الطبيعية في تونس.

تُعتبر قضية قابس نموذجاً للأزمات البيئية في المنطقة، وتسلط الضوء على أهمية تعزيز الشفافية وتفعيل قوانين حماية البيئة ومحاسبة المسؤولين على الأضرار التي تمس عامة الشعب.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *