احتجاجات متواصلة في قابس: مطالب شعبية بتدخل حكومي عاجل لحل الأزمة البيئية
شهدت مدينة قابس جنوب تونس خلال الأيام الأخيرة تصاعدًا حادًا في موجة الاحتجاجات الشعبية على خلفية التدهور البيئي الذي تسببت فيه الانبعاثات السامة الصادرة عن المجمع الكيميائي الحكومي، حيث عبر المواطنون عن غضبهم من استمرار الوضع دون إيجاد حلول ملموسة رغم كثرة الوعود السابقة.
وتجمع آلاف المحتجين أمام مقر المجمع مطالبين بوقف نشاط وحداته الملوثة فورًا، عقب تزايد حالات الاختناق والأمراض التنفسية بين السكان وربطها المباشر بالتلوث الكيميائي. ورفع المحتجون شعارات تطالب بحقهم في بيئة سليمة وبمحاسبة الجهات المسؤولة عن الأضرار الصحية والبيئية المتفاقمة في المنطقة.
في الأثناء، أعلن مكتب مجلس نواب الشعب التونسي أنه ناقش تطورات الأوضاع البيئية في قابس، معبرًا عن قلقه من حالة الاحتقان والتوتر السائدة في المدينة. كما قرر البرلمان توجيه الدعوة للحكومة لعقد جلسة حوارية خاصة لبحث الأزمة البيئية ومساءلة الوزراء المعنيين حول الإجراءات المتخذة، في ظل غياب واضح لرئيسة الحكومة عن التفاعل مع تطورات الملف، حسب تعبير عدد من النواب.
من جهته، أشار نشطاء حملات “أوقفوا التلوث” إلى تسجيل العشرات من حالات الاختناق خلال الأيام الماضية، مؤكدين تواصل التحركات إلى حين استجابة السلطات الرسمية بشكل فعال لمطالب الأهالي، بينما يتزايد الضغط المحلي والدولي على الحكومة التونسية لإيجاد حلول جذرية وتنفيذ خطط عاجلة للحد من تلوث الهواء ومعالجة الوضع الصحي في قابس.
يذكر أن قضية تلوث قابس ليست وليدة اليوم، إذ تعود جذورها إلى عقود من إنتاج مادة الفوسفات والغاز دون مراعاة المواصفات البيئية، الأمر الذي أدى إلى تدهور ملحوظ في منظومة الصحة العامة والبيئة والحياة اليومية لسكان الجهة.
