تعطل مشروع بيئي هام في قابس بسبب عطل في معدات رئيسية
شهدت مدينة قابس في الأسابيع الأخيرة حالة من الاستياء المتزايد بين الأهالي والنشطاء البيئيين عقب توقف مشروع حيوي مخصص للحد من التلوث الصناعي في المنطقة. تعود أسباب التعطل إلى تعثر توفير قطعة غيار رئيسية تبلغ قيمتها حوالي 15 مليون دينار، ما أدى إلى شلل شبه تام في معدات التحكم بالتلوث في المجمع الكيميائي.
تشير مصادر مطلعة إلى أن المشروع المتوقف كان يستهدف معالجة الانبعاثات الضارة وتقليص نسب التلوث الهوائي الناتج عن نشاط المجمع الكيميائي بقابس، وهو مصدر رئيسي للانبعاثات في المنطقة منذ عقود مضت. ومن المعروف أن جودة حياة سكان قابس تأثرت بشدة نتيجة استمرار هذه الانبعاثات وارتفاع معدلات الأمراض التنفسية والعوامل الصحية السلبية المرتبطة بها.
المشروع الذي شُرع في تنفيذه ضمن خطط الوزارة للبيئة والتنمية المحلية، واجه عراقيل مالية وإدارية تمثلت في صعوبة اقتناء قطعة تقنية عالية الدقة كان من المفروض تركيبها منذ أشهر لضمان التشغيل الفعّال. وبغياب هذه القطعة تعطل النظام الخاص بالتحكم في غازات المصانع، الأمر الذي دفع العديد من المتابعين والمختصين في الشأن البيئي للتحذير من تداعيات هذا التأخير على صحة السكان وعلى البيئة.
وتجدر الإشارة إلى أن أزمة التلوث في قابس تعد من أبرز القضايا البيئية في تونس، حيث يطالب الأهالي منذ سنوات بحلول عملية ومستدامة توقف النزيف البيئي المتواصل. وسبق أن أعلنت الحكومة عن حزمة مشاريع لمكافحة هذه الظاهرة، غير أن بعض المبادرات تبقى رهينة تحديات لوجستية وفنية من ضمنها عدم توفر بعض المعدات الأساسية في الوقت المناسب، كما هو الحال مع هذا المشروع.
وفي انتظار تجاوز هذه العراقيل، ينتظر سكان المنطقة بفارغ الصبر خطوات عاجلة من الجهات المختصة لتوفير هذه القطعة واستئناف الأشغال، حفاظًا على صحتهم وضمانًا لبيئة سليمة في مدينة قابس والمناطق المحيطة بها.
