احتجاج عائلات مفقودي الهجرة أمام السفارة الإيطالية للمطالبة بكشف مصير أبنائهم
نظّمت مجموعة من عائلات التونسيين المفقودين في عمليات الهجرة غير النظامية نحو إيطاليا، اليوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة الإيطالية بالعاصمة تونس. يأتي هذا التحرك في ظل استمرار حالة الغموض التي تحيط بمصير العشرات من الشبان الذين انقطعت أخبارهم أثناء محاولتهم عبور البحر بحثاً عن مستقبل أفضل.
ورفع المشاركون صور أبنائهم المفقودين ولافتات تطالب بتدخل جدي ومباشر من السلطات الإيطالية والتونسية للكشف عن حقيقة ما حدث، مؤكدين أن صمت الجهات الرسمية وإعادة وتيرة فقدان الشباب عبر قوارب الموت بات يثير قلق العائلات ويدفعها إلى التصعيد من أجل الحصول على إجابات واضحة.
وطالبت إحدى الأمهات المشاركات في الوقفة، في تصريحات نشرتها وسائل الإعلام المحلية، بأن تُعطى الأولوية لإنشاء هيئة مشتركة تونسية إيطالية تتكفل بالبحث عن المفقودين، مع ضرورة تعزيز الشفافية وتبادل المعلومات بين الطرفين لكشف مصير المئات من الشباب الغائبين منذ شهور وسنوات نتيجة الهجرة عبر البحر.
من جهتها شددت الجمعيات المدافعة عن حقوق المهاجرين، التي ساندت هذا التحرك، على أهمية احترام كرامة العائلات وحقهم في معرفة مصير أبنائهم، منددة بما وصفته بسياسة الإهمال والتجاهل الرسمية التي تزيد من معاناتهم وتعمّق مآسيهم.
ولم تقتصر مطالب المحتجين على الكشف عن مصير المفقودين فقط، بل دعوا أيضاً إلى مراجعة السياسات الأمنية على الحدود وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للحد من ظاهرة الهجرة غير النظامية التي يدفع الشباب بسببها حياتهم ومستقبلهم للمجهول.
واختتم المتظاهرون الوقفة بدعوة السلطات التونسية لمواصلة الحوار مع الجانب الإيطالي وفتح قنوات تحقيق فعالة تتيح الإفصاح عن معلومات دقيقة وشفافة بشأن جميع حالات الاختفاء، بما يُعيد الأمل والثقة إلى قلوب عائلات المفقودين الذين لا يزالون ينتظرون أية أخبار عن أحبائهم.