تفاوت إنفاق السياح العرب: لبنان يتصدر وتونس في ذيل القائمة عام 2024
كشفت بيانات حديثة صادرة عن منظمة السياحة العالمية لعام 2024 عن تباين كبير في متوسط إنفاق السياح في الدول العربية، حيث تصدرت لبنان القائمة بمتوسط إنفاق مرتفع للزائر وصل إلى أكثر من أربعة آلاف دولار للرحلة الواحدة. بالمقابل، جاءت تونس في آخر الترتيب بمتوسط إنفاق لم يتجاوز 275 دولارًا لكل سائح.
ويستند تقييم المنظمة إلى مجمل المبالغ التي يصرفها الزائر الدولي خلال فترة إقامته داخل البلد، متضمنة مصاريف الإقامة، التنقل، التسوق، الترفيه وخدمات الضيافة الأخرى.
وتعكس هذه الأرقام فروقات واضحة في العرض السياحي والقيمة المضافة التي تقدمها بعض الدول مقارنة بأخرى. فبينما يفضل الزوار في لبنان إنفاق مبالغ أكبر بفضل تنوع الأنشطة السياحية وارتفاع مستوى الخدمات، يحل الإنفاق في تونس بمستوى متدنٍ رغم ارتفاع أعداد الزوار الذين تجاوزوا 10 ملايين في العام الماضي. ويرجح مراقبون أن انخفاض الأسعار وقصر مدة الإقامة لدى أغلب السياح الوافدين إلى تونس هما من أهم أسباب تدني المتوسط، بالإضافة إلى اعتماد تونس على أسواق سياحية تقليدية ذات قدرة إنفاقية محدودة مقارنة بأسواق الزوار في الخليج مثلاً.
وفي المرتبة الثامنة عربياً جاءت البحرين، حيث بلغ متوسط إنفاق السائح حوالي 561 دولارًا، وهو ما يعكس مستوى متوسّط للإنفاق مقارنة بدول أخرى في المنطقة مثل المغرب ومصر، حيث يميل الإنفاق فيهما للصعود بفضل جهود تطوير المرافق السياحية وجذب شرائح سياحية جديدة.
ويشير خبراء قطاع السياحة إلى أنّ هذه المؤشرات تلقي الضوء على الحاجة إلى تعزيز القيمة المضافة للسياحة في بعض الدول العربية، عبر تحسين جودة الخدمات وتطوير تجارب سياحية مبتكرة يمكن أن تستقطب الشرائح ذات القدرة الإنفاقية العالية، بما يساهم في رفع العائدات وتنويع الاقتصاد. من جهة أخرى، تُعد هذه الإحصاءات دافعًا للدول ذات الوسيط المنخفض لإعادة النظر في سياساتها الترويجية وتطوير منتجها السياحي بما يواكب تطلعات وأساليب إنفاق الزوار الدوليين.
يذكر أن قطاع السياحة يظل ركيزة أساسية في اقتصادات العديد من الدول العربية، وهو ما يفسّر أهمية متابعة متوسط الإنفاق السياحي كمؤشر حيوي يعكس جودة وتنافسية هذا القطاع محليًا ودوليًا.
