يوسي كوهين يكشف عن أبعاد جديدة لنشاط الموساد حول العالم
كشف يوسي كوهين، الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي، في تصريحات إعلامية حديثة عن تفاصيل غير مسبوقة تتعلق بالعمليات السرية للجهاز، مشيرًا إلى أن نطاق هذه العمليات أوسع بكثير مما هو معلن عنه وغالبًا ما يمتد إلى أغلب دول العالم.
تحدث كوهين خلال لقاء ببرنامج إذاعي عن تطور الأساليب الاستخباراتية للموساد، حيث قال إنه ابتكر منهجًا يركز على “التلاعب بالمعدات” وتوظيف تكنولوجيا متقدمة طوّرها الجهاز، مما أتاح له تنفيذ عمليات معقدة في مختلف الدول مستفيدًا من نقاط الضعف داخل المنظومات الأمنية المستهدفة.
وأضاف أن النجاح الذي حققه الموساد في عملياته ضد أهداف بارزة – مثل سرقة الأرشيف النووي الإيراني أو محاربة شبكات تهريب الأسلحة التابعة لحزب الله – هو جزء صغير من استراتيجية أوسع استهدفت تفعيل أدوات العمل السري والتقني بشكل ممنهج في بيئات متنوعة. وأوضح كوهين أن الجهاز لم يقتصر على منطقة واحدة، بل نشر “مجسات” معلوماتية وتقنية في مناطق جغرافية متعددة وحتى في دول قد لا يتوقع البعض أنها مشمولة في نشاطاته، دون أن يحدد دولًا بعينها لأسباب تتعلق بالسرية والأمن.
كما شدد الرئيس السابق للموساد على أن اختراق البنية التحتية التكنولوجية والتقنية يشكل العمود الفقري للنهج الجديد الذي اعتمده الجهاز مؤخرًا، كاشفًا أن النجاحات المعلنة جزء ضئيل من حجم وخطورة ما يجري تنفيذُه خلف الستار. كما لمّح إلى أن العمل الاستخباراتي لم يعد معتمدًا فقط على المصادر البشرية، بل أصبح يعتمد بالدرجة الأولى على الذكاء الاصطناعي والهجمات السيبرانية.
وبحسب تصريحات كوهين، فإن الموساد يعمل اليوم بفريق متعدد التخصصات يجمع بين ضباط العمليات والمهندسين وخبراء التشفير، ما يمكنه من توسيع حيز نفوذه الاستخباراتي إلى “كل دولة يمكن تخيلها”. وشدد على أن التقدم التكنولوجي منح الجهاز الإسرائيلي مرونة أكبر وتحكّمًا أوسع في إدارة عملياته حول العالم.
واختتم كوهين بنبرة تحذيرية من أن التهديدات وتحديات الأمن والاستخبارات باتت متشابكة أكثر من أي وقت مضى، معتبرًا أن الجهاز يظل مستعدًا لمواصلة مهماته مهما بلغ مستوى التعقيد والانتشار الجغرافي المطلوب.
