ارتفاع خطير في الإصابات رغم تراجع عدد حوادث المرور بتونس بسبب احتلال الأرصفة

كشف العميد هيثم الشعباني، رئيس فرع الوسط الغربي لسلامة المرور، عن معطيات مقلقة تتعلق بحوادث الطرقات في تونس، حيث تراجعت أعداد الحوادث الكلية في الفترة الأخيرة، لكن ذلك تزامن مع ارتفاع في عدد الوفيات والإصابات الخطيرة، ما يطرح تساؤلات حول أسباب هذه المفارقة المزعجة.

وأوضح الشعباني في تصريحات لإحدى البرامج الإذاعية أن انخفاض عدد الحوادث لا يجب أن يطمئن الرأي العام، لأن ظرفية هذه الحوادث أصبحت أكثر فتكًا وخطورة، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى غياب الانضباط المروري، وانتشار بعض السلوكيات السلبية بين مستعملي الطريق.

وتشير بيانات المرصد الوطني لسلامة المرور إلى أن الفترة الأخيرة سجلت وفاة حوالي 598 شخصًا، وإصابة أكثر من 3390 آخرين بين 1 جانفي و10 أكتوبر 2025، رغم محاولات تقليص الحوادث عبر الحملات التوعوية وتكثيف الرقابة المرورية.

ويلعب احتلال الأرصفة دورًا سلبيًا بارزًا في تفاقم المخاطر على المشاة، إذ يجد عدد كبير من المارة أنفسهم مضطرين للسير وسط الطريق بسبب وجود أعمدة كهرباء أو بضائع أو سيارات مركونة على الأرصفة، ما يرفع من احتمال وقوع اصطدامات خطرة. وتزيد هذه الظاهرة الطارئة من حجم الأضرار الجسيمة المترتبة عن الحوادث، خاصة في المناطق الحضرية الأكثر ازدحامًا.

ويؤكد المختصون أن معالجة مشكلة الاحتلال العشوائي للأرصفة تتطلب تدخلاً حازمًا من السلطات المحلية وفرض عقوبات رادعة، فضلًا عن نشر الوعي بأهمية احترام حقوق المشاة. كما ينصح الباحثون في قطاع السلامة المرورية بضرورة تطوير البنية التحتية لضمان مسارات آمنة للمشاة وذوي الاحتياجات الخاصة.

في المحصلة، ورغم أن المؤشرات الرقمية توحي بتحسن نسبي في جانب من جوانب السلامة، إلا أن الظواهر السلبية المرتبطة باستغلال الأرصفة خارج إطار القانون والانضباط المروري الضعيف لا تزال تعكّر صفو السلامة العامة وتدق ناقوس الخطر، مما يستدعي المزيد من الجهود الميدانية والتشريعية للحد من تداعياتها مستقبلاً.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *