دراسة دولية موسعة تؤكد مأمونية لقاحات كوفيد-19 على نطاق واسع
كشفت دراسة علمية ضخمة نُشرت في مجلة Vaccine عن نتائج بحثية هامة حول مأمونية لقاحات كوفيد-19، حيث شملت الدراسة بيانات أكثر من 99 مليون شخص من ثماني دول: الأرجنتين، أستراليا، كندا، فرنسا، الدنمارك، فنلندا، نيوزيلندا، واسكتلندا.
تركزت أهداف الدراسة على تقييم الأعراض الجانبية النادرة والمحتملة بعد تلقي اللقاحات، وذلك عبر استخدام قواعد بيانات وطنية تضم المعلومات الصحية لملايين المواطنين.
أوضحت نتائج البحث أن معظم التفاعلات السلبية المرتبطة باللقاحات كانت محدودة ونادرة الحدوث، كما لم تُسجّل أي زيادة كبيرة في مضاعفات خطيرة يمكن أن ترتبط بالتطعيم. وأكدت البيانات عدم وجود دلالات على وجود مخاطر صحية تفوق الفوائد المتوقعة من تلقي اللقاحات.
واعتمد الباحثون في تحليلاتهم على منهجية مقارنة دقيقة بين الأشخاص الذين حصلوا على اللقاحات وبين مجموعات لم تتلقَّ التطعيم، موزعين على مختلف الفئات العمرية. كما راعت الدراسة العوامل الصحية والظروف الطبية السابقة لكل مشارك، للتأكد من دقة الترابط بين اللقاحات والأعراض الجانبية.
وأوصت الدراسة بضرورة مواصلة الرصد والتقييم طويل المدى لسلامة اللقاحات مع ظهور أنماط جديدة محتملة من فيروس كورونا، مشددة على الثقة في البيانات العلمية المثبتة وتجنب نشر أو تبني الشائعات حول مخاطر التطعيم.
وأكد الخبراء المشاركون أن هذه النتائج تعكس جهودًا علمية عالمية للحد من التضليل الصحي وتوفير معلومات دقيقة للمجتمع. ويعتبر هذا البحث من أضخم الدراسات الوبائية في مجال اللقاحات، ويوفر أساسًا متينًا لصانعي السياسات العامة والمؤسسات الصحية على الصعيد العالمي.
تأتي هذه الدراسة تأكيدًا للرسالة الأساسية بأن الاعتماد على المتابعة العلمية الفعلية والتحليل الموضوعي المستمر يبقى السبيل الأكثر أمانًا لضمان صحة الأفراد والمجتمعات.