أسقف تونس ينادي بتحرك عالمي لوقف مآسي الهجرة بعد فاجعة الغرق الأخيرة

ناشد نيكولا ليرنولد، رئيس أساقفة تونس، المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ خطوات جادة لمعالجة جذور ظاهرة الهجرة غير النظامية، التي تدفع بأشخاص كثيرين، من بينهم أطفال رضع، نحو الموت المحتم في البحر. جاءت هذه الدعوة القوية بعد حادث مأساوي لغرق قارب مهاجرين قبالة السواحل التونسية في 22 أكتوبر الجاري، حيث فقد قرابة أربعين شخصاً حياتهم، وسط حالة من الحزن والأسى.

وأوضح ليرنولد، في تصريح صحفي لوكالة الأنباء الكنسية الإيطالية SIR، أن هذه الحوادث المؤلمة لم تعد مجرد أرقام وإحصائيات، بل تعكس معاناة إنسانية كبيرة تتطلب من قادة أوروبا وأفريقيا التعامل مع أسبابها العميقة، لا الاكتفاء بالحلول الظرفية أو التصريحات العابرة.

وأكد رئيس أساقفة تونس على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الفقر والصراعات، وتوفير الفرص الاقتصادية والتعليمية في بلدان الأصل، ما قد يقلل من رغبة الشباب والعائلات في المخاطرة بحياتهم في رحلات الهجرة الخطيرة. وأضاف أن استمرار هذه المآسي يقوض القيم الإنسانية المشتركة ويضع مسؤولية أخلاقية على عاتق الجميع لإيجاد حلول واقعية وعادلة.

وفي حديثه عن الحادث، أعرب ليرنولد عن تضامنه العميق مع عائلات الضحايا، قائلاً إن “استيقاظ الضمير العالمي بات أمراً ملحاً أكثر من أي وقت مضى”، داعياً إلى تسخير كافة الجهود الرسمية والمجتمعية لتجنب تكرار مثل هذه الفواجع.

يذكر أن البحر الأبيض المتوسط يُعد أحد أخطر طرق الهجرة على مستوى العالم، حيث تُسجل سنوياً آلاف الوفيات بين المهاجرين، ما يحتم على دول المنطقة والمجتمع الدولي إيجاد سياسات شاملة تحترم حقوق الإنسان وتصون كرامته.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *