تزايد القلق من تأثير احتلال الأرصفة على السلامة المرورية في تونس
في تطور لافت، أشار العميد هيثم الشعباني، رئيس فرع الوسط الغربي لسلامة المرور، إلى انخفاض ملحوظ في العدد الإجمالي لحوادث المرور في تونس خلال الفترة الأخيرة. إلا أن هذا الانخفاض لا يعكس بالضرورة تحسنًا في واقع السلامة المرورية، إذ أفاد الشعباني بأن الحوادث باتت أكثر فتكًا، مع تزايد أعداد القتلى والمصابين بجروح بالغة.
وأوضح الشعباني في تصريحاته أنّ المشكلة الأساسية تكمن في السلوكيات المرورية غير المنضبطة، لاسيما ما يتعلق باحتلال الأرصفة. فقد كشف بأن حوالي 42% من الأرصفة في المناطق الحضرية صارت مستغلة إما لتوقف السيارات أو من قبل أصحاب المحلات التجارية، مما أجبر المشاة على السير في الطرقات المخصصة للسيارات، معرضين حياتهم لمخاطر حقيقية.
هذه الظاهرة، بحسب الشعباني، لم تقتصر نتائجها على المشاة وحدهم، بل ساهمت أيضاً في عرقلة حركة السير والتسبب في حوادث اصطدام بين المركبات والمواطنين على حد سواء. كما شدد على ضرورة حفاظ البلديات والسلطات المحلية على الفضاءات العامة وتحسين البنية التحتية، لضمان سلامة الجميع.
وأشار الشعباني إلى أن تراجع عدد الحوادث كمياً قد يعطي انطباعاً بالتحسن، لكن الواقع يؤكد ضرورة مراجعة السياسات المرورية وتكثيف حملات التوعية، خاصة مع غياب وعي مجتمعي حقيقي بأهمية احترام الأرصفة كحق أساسي للمشاة.
ولفت إلى أن الدراسات الميدانية أوضحت وجود علاقة قوية بين احتلال الأرصفة وارتفاع معدلات الإصابات البليغة بين مستخدمي الطريق، داعياً إلى فرض رقابة أكثر صرامة وتطبيق القوانين دون تهاون.
وأكد المتخصص في السلامة المرورية أن المجتمع المدني يمتلك دوراً هامًا في رصد المخالفات والضغط من أجل تحسين الفضاء العام، مطالباً الجميع بالتعاون لمجابهة هذه الظاهرة وحماية الأرواح من مخاطر الطريق.
