حملة الشركات الأهلية: خريجو الجامعات في الصدارة

في إطار سعي الدولة لتعزيز ديناميكية التشغيل ودعم المبادرات الاقتصادية المحلية، أطلقت وزارة التشغيل والتكوين المهني برنامج الشركات الأهلية، الذي أثار نقاشات واسعة حول الفئات المستفيدة منه. وقد أكد وزير التشغيل والتكوين المهني رياض شود خلال إحدى الجلسات البرلمانية أن خريجي التعليم العالي يشكّلون الشريحة الأكبر من المستفيدين من هذا البرنامج، ما يعكس إقبال الشباب أصحاب الشهادات الجامعية على الانخراط في مشاريع جماعية تفتح لهم آفاقاً مهنية جديدة.

هذا البرنامج، الذي يندرج ضمن استراتيجية وطنية جديدة تهدف لإحياء روح المبادرة والمسؤولية الجماعية، شهد مشاركة تتجاوز 15 ألف فرد حتى الآن. ويتيح البرنامج للمواطنين إمكانية تأسيس شركات أهلية في جهاتهم المحلية، مما يساهم في توفير مواطن شغل جديدة ويشجع على الاستثمار المحلي.

واعتبر مراقبون أن إقبال خريجي الجامعات يعود إلى الحاجة الماسّة لفرص العمل في صفوف حملة الشهادات، إضافة إلى رغبتهم في استغلال مهاراتهم الأكاديمية والعملية عبر مشاريع توفر لهم دخلاً مستقراً ومكانة اجتماعية أفضل. وأوضحت بيانات وزارة التشغيل أنّ هذه الشركات الأهلية موزعة على مختلف جهات الجمهورية، مع وجود نسب مشاركة مرتفعة في الولايات الداخلية، ما يدلل على مدى تجاوب الشباب مع هذا التوجه الحكومي.

ويؤكد خبراء أن استمرار نجاح هذا البرنامج يتوقف على توفير التأطير والتكوين المستمر للمشاركين، إضافة إلى تسهيل الإجراءات الإدارية والمالية لبعث المشاريع. كما يرون أن ربط مخرجات التعليم العالي بفرص التشغيل المباشر عبر هكذا برامج يمثل خطوة عملية للحد من البطالة وتحسين الأوضاع الاقتصادية.

بالرغم من الصعوبات التي قد تواجه بعض المبادرات في المراحل الأولى من تأسيسها، يستبشر الكثيرون بدور الشركات الأهلية في خلق بيئة عمل جديدة ومتنوعة، تتيح الابتكار وتعزز روح العمل المشترك داخل المجتمع. من جانبها، تواصل الوزارة متابعة مدى تطور الشركات الأهلية وتقديم الدعم التقني واللوجستي اللازم لضمان استمراريتها وتوسعها مستقبلًا.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *