تضامن تونسي واسع مع المغرب بعد قرار مجلس الأمن حول الصحراء
لقي التصويت الأخير لمجلس الأمن الدولي لصالح منح منطقة الصحراء المغربية حكماً ذاتياً تحت السيادة المغربية ترحيباً وتفاعلاً كبيرين بين مختلف الشرائح التونسية. وجاء القرار بعد نقاش طويل، حيث صوّت أعضاء المجلس بالأغلبية على مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة، معتبرين هذا المسار أحد البدائل الواقعية والسياسية لإنهاء النزاع المستمر منذ عقود.
وفور صدور القرار، عجّت منصات التواصل الاجتماعي في تونس بتعليقات التهاني والدعم للمغرب، حيث عبّر العديد من النشطاء والإعلاميين التونسيين عن سعادتهم بما وصفوه بـ”القرار الحكيم” الذي يفتح آفاقاً جديدة أمام شعوب المغرب العربي لتجاوز الخلافات التاريخية. وأكدوا أن هذا التطور يمثل خطوة نحو ترسيخ مبادئ الوحدة وتعزيز التعاون والاستقرار بالمنطقة.
وفي هذا السياق، اعتبر الصحفي التونسي علي بن يحيى أن القرار الأممي بمثابة تحول جذري في نظرة المجتمع الدولي لقضية الصحراء، مشيراً إلى أن دعم تونس لهذا القرار ينبع من رغبتها في دفع الحوار المغاربي إلى الأمام وتطلّعها لتعزيز الثقة بين الدول الشقيقة. من جهته، أشار الناشط المدني ياسين عبيد إلى أن تونس اعتادت دعم الحلول السلمية، وأن الخطوة الأخيرة تحمل رسالة مشجعة على البدء في صفحة جديدة من التعاون البنّاء على مستوى الاتحاد المغاربي.
وجدير بالذكر أن قضية الصحراء المغربية حازت اهتماماً دولياً واسعاً على مدى عقود، وظلت محور تجاذبات إقليمية وسياسية بين مختلف الأطراف. إلا أن تصويت مجلس الأمن يُعد أول قرار واضح باتجاه تبني مقترح الحكم الذاتي، ما اعتبره مراقبون بداية لعهد جديد في معالجة هذا الملف الشائك.
كما ثمّن عدد من الأساتذة الجامعيين في تونس النقلة النوعية في مسار الملف، وعبروا عن أملهم في أن ينعكس هذا التقدّم إيجابياً على العلاقات بين شعوب المغرب العربي، معتبرين أن استقرار المنطقة من استقرار الأقطار الشقيقة جميعاً.
ويبقى الترقب سيد الموقف بانتظار تفعيل بنود الحكم الذاتي على أرض الواقع، في حين تتواصل رسائل الدعم والإشادة من المجتمع المدني التونسي، وسط دعوات لمزيد من التقارب ونبذ الخلافات، من أجل مستقبل أكثر ازدهاراً وتكاملاً في المغرب العربي.
