عودة قوية للسياحة الصحراوية في الجنوب التونسي: تصنيفات عالمية تضع توزر وقبلي ودوز في المقدمة

تشهد مناطق الجنوب التونسي، خاصة ولايات توزر وقبلي ودوز، طفرة سياحية غير مسبوقة أعادت المنطقة بقوة إلى خارطة السياحة الدولية، بعد سنوات من التراجع والتأثر بالظروف المختلفة. فقد صنفته أدلة السفر العالمية، مثل دليل “روتار” الشهير، كواحدة من أفضل عشر وجهات سياحية لعام 2024، الأمر الذي منح الصحراء التونسية سمعة متجددة كوجهة رئيسية لعشاق المغامرة والطبيعة.

أبرزت المؤشرات الحكومية والاقتصادية إلى أن السياحة الصحراوية في الجنوب التونسي سجلت نمواً ملحوظاً في أعداد الزوار، وقد ارتفعت نسبة الإقبال على فنادق ومنتجعات ولايات توزر وقبلي ودوز. ويعود هذا الانتعاش إلى الاهتمام الكبير الذي تحظى به المنطقة عالميًا، إضافة إلى حملات الترويج التي ركزت على جمال الواحات وغرابة المشاهد الصحراوية والتجارب الفريدة التي تقدمها للسياح.

وتحتضن هذه الولايات فعاليات سياحية وثقافية متنوعة، من سباقات الهجن إلى عروض الفلكلور وأسواق الصناعات التقليدية. وتعد المهرجانات الموسمية مثل مهرجان دوز الدولي نقطة جذب رئيسية للزوار المحليين والأجانب على حد سواء.

العديد من الوفود السياحية الأوروبية والعربية عادت إلى الجنوب التونسي خلال السنة الجارية، حيث أُعجب السياح بالمشهد الطبيعي المتنوع بين الكثبان الرملية والواحات، إضافة إلى كرم الضيافة الذي يُعرف به السكان المحليون. وقد ساهمت الخدمات السياحية وتطور البنية التحتية في تعزيز ثقة المستثمرين، الأمر الذي دفع بعضهم إلى افتتاح وحدات فندقية جديدة وتوسيع المشاريع السياحية الصحراوية.

من جهتها أكدت مصادر الديوان الوطني للسياحة التونسية، أن نتائج هذه الانتعاشة قد ظهرت بوضوح في نسب الحجوزات ونمو قطاع الفندقة والإقامات السياحية. وهناك توقعات بإقبال متزايد للسياحة في الموسم القادم، ما سيعزز من موقع الجنوب التونسي ضمن قائمة الوجهات العالمية المميزة.

باختصار، تستعيد الصحراء التونسية، بروعتها وتنوعها الثقافي والجغرافي، مكانتها كواحدة من أكثر الوجهات السياحية جاذبية في شمال أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، لتؤكد أن الجنوب التونسي ليس فقط كنزًا طبيعيًا بل أيضاً رافدًا مهما للاقتصاد الوطني.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *