مسؤول أمريكي يبرز تقدماً في التفاهمات بين المغرب والجزائر حول ملف الصحراء

كشف كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للشؤون العربية والإفريقية، مسعد بولس، عن وجود تقدّم ملموس في العلاقات بين المغرب والجزائر، عقب مصادقة مجلس الأمن الدولي على قرار يعزز مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب لحل قضية الصحراء.

وأوضح بولس، في حديثه إلى قناة “العربية” يوم السبت، أن الجهود الأمريكية أسفرت عن تقريب وجهات النظر بين البلدين المغاربيين، حيث قال: “استطعنا التوصل إلى أرضية مشتركة معتبرة بين الرباط والجزائر، وهذا مؤشر إيجابي نحو تخفيف التوترات الإقليمية”.

وأشار بولس إلى أن الطاقم الأمريكي كان على اتصال مستمر مع الطرفين ومع مختلف الشركاء الدوليين خلال التحضير لجلسة مجلس الأمن الأخيرة حول الصحراء المغربية، نافياً في الوقت ذاته ما تردد حول وجود محادثات سرية ترعاها واشنطن، ولكنه شدد بأن التواصل والحوار مع كافة الفاعلين لا ينقطع.

وأكد أن المملكة المغربية أبدت انفتاحاً واضحاً إزاء أي جهود أو مقترحات جديدة تهدف لتسوية شاملة وواقعية للنزاع، مضيفاً أن الجزائر من جهتها أبدت استعداداً أولياً لمراجعة مواقفها سعياً للوصول إلى صيغة توافقية تخدم استقرار المنطقة.

ويأتي هذا التطور في ظل تصعيد دبلوماسي شهدته الفترة الأخيرة بعد تجديد دعم الولايات المتحدة والدول الأوروبية للمبادرة المغربية التي تمنح حكما ذاتياً موسعاً للأقاليم الجنوبية تحت سيادة المغرب، معتبرين أنها إطار جدي وواقعي وقابل للتطبيق لإنهاء الصراع المستمر لعقود.

يشار إلى أن مجلس الأمن، وبعد مشاورات مطولة مع أطراف النزاع والدول المؤثرة، أقرّ أخيراً توصية تدعم خطة المغرب وتدعو الأطراف للعودة إلى طاولة الحوار وتهيئة أجواء الثقة والبناء المشتركة، مع التشديد على أهمية احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها في المنطقة المغاربية.

وتبقى الأنظار مسلطة على الخطوات المقبلة التي ستتخذها الرباط والجزائر في ضوء الأجواء الإيجابية الجديدة، ومدى نجاح الأطراف الدولية في الحفاظ على زخم الحوار وتعزيز مناخ التفاهم، في انتظار مخرجات ملموسة نحو إنهاء النزاع وتحقيق التنمية الإقليمية المشتركة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *