تراجع أعداد المسافرين على الخطوط التونسية في الأشهر التسعة الأولى من 2025: الأسباب والتداعيات
سجلت الخطوط الجوية التونسية تراجعًا ملحوظًا في أدائها خلال الفترة الممتدة من 1 جانفي إلى 30 سبتمبر 2025، إذ بلغ عدد الركاب الذين نقلتهم الشركة 1,878,706 مسافرًا، أي بانخفاض قدره 5.1% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2024، وذلك وفقًا للمؤشرات الصادرة عن بورصة تونس وتقارير عديدة في وسائل الإعلام المحلية.
وأرجعت الشركة هذا التراجع بالأساس إلى مشاكل واضطرابات في جدول الصيانة، التي أثرت بشكل مباشر على أسطول الطائرات الجاهزة للاستغلال. فقد أدى وجود أعطال وبرامج صيانة طويلة إلى تقليص عدد الطائرات المتوفرة، ما انعكس سلبًا على عدد الرحلات وبالتالي على عدد المسافرين. كما ساهمت هذه الاضطرابات في إلغاء أو تأخير بعض الرحلات، وهو ما تسبب في تراجع ثقة بعض الحرفاء في الناقلة الوطنية.
وأشارت التقديرات إلى أن معدل الامتلاء في الرحلات سجل في المقابل ارتفاعًا طفيفًا، ليبلغ حوالي 76.4%، وهو ما يعكس رغم التراجع في عدد الرحلات والمحطات تحسنًا نسبيًا في إدارة طاقة المقاعد المتاحة.
ويُعتبر هذا الانخفاض تحديًا جديدًا أمام الخطوط التونسية التي تواجه منذ سنوات صعوبات هيكلية، سواء على المستوى المالي أو التشغيلي، وسط منافسة قوية مع شركات الطيران الإقليمية والدولية. ويتطلّب تحسين الوضعية جهودًا مضاعفة في مجالات الصيانة والتخطيط الاستراتيجي، حتى تستعيد الشركة موقعها الريادي وتستطيع مجددًا استقطاب المسافرين.
وتجدر الإشارة إلى أن الشركة تعكف حاليًا على مراجعة خططها وتسريع عمليات الصيانة، في محاولة لتعويض التراجع الحاصل وتحقيق الاستقرار في عملياتها خلال الفترات القادمة.