تركيب الكابل البحري “ميدوسا” في بنزرت: خطوة نوعية نحو تعزيز الربط الرقمي في تونس

شهدت ولاية بنزرت حدثًا محوريًا في تاريخ البنية الرقمية التونسية بعد نجاح شركة اتصالات تونس في إنزال الكابل البحري للألياف البصرية “ميدوسا” على شاطئ سيدي سالم. يعتبر هذا المشروع من بين أبرز المشاريع التقنية التي تشكل رافعة استراتيجية لسيادة تونس الرقمية، وتطوير الاقتصاد الوطني ومواكبة التحول الرقمي.

يمتد كابل “ميدوسا” على قرابة 8700 كيلومتر، ما يجعله أحد أطول الكوابل البحرية في البحر الأبيض المتوسط. وجاء إنزاله في بنزرت ليشكل منعطفًا هامًا في دعم البنية التحتية للاتصالات الدولية والارتقاء بجودة شبكة الإنترنت في تونس. وتمكنت اتصالات تونس من مضاعفة السعة الدولية للربط الشبكي بشكل كبير بفضل هذا المشروع، إذ يوفر الكابل طاقة تدفق تصل إلى 22 تيرابت في الثانية.

وجرى الاحتفال بهذا الإنجاز يوم السبت 1 نوفمبر في أجواء رسمية بحضور مسؤولي شركة اتصالات تونس وعدد من الشخصيات الوطنية. وقد أكدت الشركة أنّ الكابل البحري الجديد سيُمكن من تحفيز مختلف القطاعات الحيوية كالصحة، والتعليم، والخدمات المالية، والصناعات الرقمية، عبر دعم نقل البيانات بسرعة عالية وموثوقية أكبر.

ويمثل هذا الربط عنصر أمان مهم لدعم استقلالية تونس الرقمية وتخفيض التبعية إلى المسارات الرقمية التقليدية، حيث تم إنجاز المشروع بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، من بينهم شركة AFR-IX Telecom وبمواكبة من الاتحاد الأوروبي. ويتيح وجود كابل “ميدوسا” تحسين جودة خدمات الاتصالات للمستخدمين التونسيين، وتعزيز موقع البلاد كمحطة وصل إقليمية في مجال الاتصالات الرقمية بين أوروبا وإفريقيا.

ويعكس نجاح هذا المشروع التزام اتصالات تونس بتطوير البنية التحتية الرقمية ومواكبة أحدث الابتكارات التكنولوجية، تلبية لتطلعات المستخدمين ودعم توجه البلاد نحو اقتصاد المعرفة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *