إصلاحات جديدة في التعليم الابتدائي: وزير التربية يوضح دواعي إلغاء المشاريع اليدوية الجاهزة
أعلن وزير التربية التونسي، نور الدين النوري، عن توجه الوزارة نحو إعادة الاعتبار لمادة التربية التكنولوجية والتدريب الورشي ضمن المرحلة الابتدائية، مؤكدًا أن الهدف الأساسي هو تعزيز اكتساب التلاميذ للمهارات العملية داخل المدرسة نفسها. وأوضح الوزير أن الوزارة قررت إلغاء بعض المشاريع المعتمدة سابقًا مثل “الفول” و”المنسج”، والتي كان يتم تنفيذها غالبًا خارج الفضاء المدرسي أو تُشترى جاهزة من المكتبات أو تُنجز من طرف الأولياء، وخاصة الأمهات.
وأكد النوري أن هذه الظاهرة لا تحقق الغاية التربوية ولا تتيح الفرصة الحقيقية للتلميذ لممارسة ما يتعلمه في القسم بشكل عملي وواقعي. واعتبر أن التدخل المستمر من قبل أولياء الأمور في إنجاز هذه المشاريع يفقد العملية التربوية معناها وقيمتها، حيث ينحصر دور التلميذ في الحصول على نتائج جاهزة دون بذل جهد أو تطوير لمهاراته الحسية والإبداعية.
وفي سياق متصل، شدد الوزير على أهمية العودة إلى الأسس الصحيحة للتعليم العملي داخل المدارس، داعيًا إلى تشجيع التلاميذ على خوض تجاربهم بأنفسهم تحت إشراف إطار تربوي متخصص. وبيّن أن هذه الخطوة تأتي في إطار الحرص على تطوير قدرات التلميذ وتحفيزه على الاعتماد على ذاته، والإبتعاد عن الحلول السهلة التي لا تخدم مساره التعليمي.
واختتم النوري تصريحه بالقول: “لقد حان الوقت للرجوع إلى المدرسة كمركز للإبداع واكتساب المهارات، بعيدًا عن فكرة استيراد الأعمال الجاهزة من الخارج. نريد أن تصبح المدرسة فضاء للإبتكار والتجربة العملية، وأن يتمكن كل تلميذ من اختبار قدراته الحقيقية وتطويرها بطريقة علمية وتربوية”.
