ترتيبات نهائية لإجلاء العمال الهنود العالقين في تونس بعد تسوية مستحقاتهم
في خطوة طال انتظارها، أعلن مؤخراً عن إتمام الترتيبات اللازمة لعودة جميع العمال الهنود الذين ظلوا عالقين في تونس مدة أشهر طويلة، وذلك بعد جهود مشتركة بين شركة “لارسن آند توبرو” – المعروفة عالمياً في قطاع البناء والبنى التحتية – وشركة “بريم باور كونستركشنز ليمتد” التي كانت قد كلفت بإتمام بعض الأشغال في تونس.
وكان 48 عاملاً هندياً قد دخلوا في أزمة متواصلة منذ أشهر، بعد توقف الأشغال وتأخر مستحقاتهم المالية، مما أدى إلى تعثر عودتهم إلى بلادهم وظروف معيشية صعبة. وقد أثار وضعهم تعاطفاً واسعاً وقاد إلى سلسلة من التحركات والمباحثات مع الجهات المعنية في تونس والهند، من أجل إيجاد حل يُنهي معاناتهم.
وفي الأيام الأخيرة، وبعد تدخل مباشر من شركة لارسن آند توبرو والتنسيق مع “بريم باور كونستركشنز”، جرت تسوية أوضاع العمال بشكل كامل. وأكد بعض العمال عبر مقاطع فيديو نُشرت مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي أن جميع المستحقات المالية المتراكمة تم تسديدها بالكامل، وأن السلطات التونسية أتمت كل الإجراءات الرسمية المتعلقة بسفرهم.
ويُنتظر أن يغادر العمال الهنود الأراضي التونسية في الخامس من نوفمبر الجاري، بعد أن حصلوا على كافة حقوقهم وضمانات السلامة للعودة إلى أوطانهم. وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة مشاورات بين ممثلي العمال والشركات المنفذة للمشاريع، بالإضافة إلى جهود سفارة الهند في تونس ومتابعة الوزارات المختصة لضمان سلامة وحقوق العمال الأجانب في البلاد.
وأشاد العديد من النشطاء والمنظمات الحقوقية بهذه التطورات، معتبرين إياها نموذجاً للتعاون بين الدول والشركات في حماية حقوق العمال المهاجرين سواء في أوقات الأزمات أو خلال تنفيذ المشاريع الدولية. وأكد المختصون على أهمية تعزيز آليات الرقابة وتطوير التشريعات الدولية والإقليمية لمنع تكرار هذه الحالات مستقبلاً، وضمان توفير بيئة لائقة وعادلة للعمال مهما كانت جنسياتهم أو مواقع عملهم.
وتشير هذه الحادثة إلى أهمية متابعة الأوضاع الإنسانية للعمال المهاجرين ومدى استعداد المؤسسات لتحمل مسؤولياتها خلال الأزمات، وإلى ضرورة استمرار الجهود لتعزيز حماية حقوق العمال في المنطقة.
