حلم الطيران يراود شباب تونس: الطموحات تتحدى التكاليف الباهظة

أصبح حلم الطيران والعمل كطيار واحدًا من أبرز تطلعات الشباب التونسي الباحث عن مستقبل واعد وفرص عمل خارج حدود الوطن. يشهد هذا التوجه مؤخرًا نقاشًا متصاعدًا على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن شارك شاب تونسي يُدعى حمزة أيب تجربته وأفكاره حول تمويل دراسة الطيران عبر الاقتراض البنكي، واضعًا أسئلة جادة حول إمكانية تحقيق مثل هذا الحلم في مواجهة التكاليف المرتفعة.

تتراوح تكلفة برامج الطيران المدني المتكاملة في تونس بين 55 ألف و65 ألف دينار تونسي، وهو مبلغ يمثل تحديًا حقيقيًا أمام العديد من الأسر التونسية ذات الدخل المتوسط. رغم ذلك، يعتبر كثيرون أن الحصول على رخصة الطيران الأوروبية (EASA) أو ما يعادلها يفتح آفاقًا واسعة للعمل في شركات الطيران الكبرى داخل تونس وخارجها.

وتؤكد شريحة من الشباب المشاركين في الجدل أن دراسة الطيران ليست مجرد مجال للتعلم، بل استثمار طويل الأمد يمكن أن يؤمّن مستقبلًا مهنيًا مرموقًا. في المقابل، يُشير البعض إلى أن الطريق نحو مقعد القيادة مليء بالصعوبات، بدءًا من ارتفاع الرسوم وانتهاءً بالتحديات التقنية والمنافسة الشرسة في سوق العمل.

تتوفر في تونس مؤسسات خاصة وأكاديميات تقدم برامج دراسة الطيران بشروط قد تكون أقل تشددًا من أسواق عالمية أخرى، ما يجعلها خيارًا واعدًا للراغبين في خوض هذا الميدان. تجدر الإشارة إلى أن بعض مدارس الطيران المحلية تقدم أيضًا برامج توجيه وإرشاد أكاديمي، تسهل عملية الالتحاق وتصقل مهارات الطلاب، لكن كثيرًا من الطيارين الجدد يجدون أنفسهم مجبرين على مواصلة جزء من مسارهم التعليمي والتدريبي في دول أوروبية أو آسيوية للظفر بفرص أفضل.

ورغم ضبابية المشهد أحيانًا، يظل الحلم حاضرًا، ويزداد إصرار الشباب التونسي على اقتحام مجال الطيران سواء عبر حلول تمويلية مبتكرة أو عبر البحث عن برامج تعليمية بديلة في الخارج. وبينما يتعارك هؤلاء الشباب مع الأرقام الكبيرة والطموحات اللامحدودة، يؤمن الكثيرون أن السماء مفتوحة لمن أصر على الطيران.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *