حقيقة مساهمة رانيا التوكابري في رحلة أرتميس 2 القمرية
انتشرت في الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام التونسية أخبار تدّعي أن المهندسة التونسية رانيا التوكابري تشارك بشكل مباشر في رحلة فضائية حول القمر ضمن برنامج “أرتميس 2” التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا. وقد تداولت العديد من الصفحات مقاطع فخر وتكريم لهذا “الإنجاز التونسي”، لكن يجدر التدقيق في الحقيقة وراء هذه المشاركات، بعيداً عن الإشاعات والتضخيم الإعلامي.
رانيا التوكابري هي مهندسة تونسية شابة تعمل في وكالة الفضاء الأوروبية (ESA). ويكمن دورها الفعلي في المساهمة ضمن فريق هندسي يتولى تطوير أنظمة وبرمجيات تتعلق بمشاريع الفضاء، من ضمنها بعض الأبحاث أو النماذج المرتبطة بمركبة “أوريون” التي تعمل وكالة ناسا على إطلاقها في إطار برنامج “أرتميس 2” للعودة إلى القمر.
ومع ذلك، من المهم التنويه إلى أن رانيا التوكابري ليست مشاركة كعضو في الطاقم الفضائي أو ضمن قائمة رواد الفضاء الذين سيقومون بالرحلة حول القمر في مهمة “أرتميس 2” المقررة. بل يقتصر دورها على كونها جزءاً من الجهود الهندسية والتقنية التي دعمت بشكل غير مباشر بعض مكونات برنامج Artemis من خلال دورها في الوكالة الأوروبية.
وأكدت تقارير متخصصة وتصريحات رسمية أن فريق رواد الفضاء الأربعة الذين سيقومون بالرحلة قد تم الإعلان عن أسمائهم بشكل واضح، ولم تكن من بينهم أي اسم عربي أو إفريقي. هذا ما يفند الشائعات التي تم تداولها حول مشاركة المهندسة التونسية بشكل مباشر في الرحلة.
إن ما حققته رانيا التوكابري في مسيرتها العلمية والهندسية يعتبر مصدر فخر واعتزاز لكل تونسي، لكن من الأمانة الإعلامية التأكيد على أن إنجازاتها تتعلق بالمجال الهندسي البحثي والدعم التقني، وليس كعضو أنشطة طاقم الرحلة نفسها.
ختاماً، رغم أن رانيا التوكابري لم تحجز مقعداً ضمن رواد الفضاء المنطلقين إلى القمر في مهمة “أرتميس 2”، إلا أن لها بصمة علمية معتبرة في مشاريع الفضاء الأوروبية التي تتقاطع من بعيد مع بعض مكونات المهمة، وهو إنجاز جدير بالاحترام والتقدير.
