مأساة هجرة: وفاة شابين تونسيين بعد قفزهما من سفينة تجارية هرباً من الترحيل
شهدت إحدى السفن التجارية المبحرة من تونس إلى أوروبا نهاية مأساوية لمحاولة هجرة غير نظامية قام بها شابان تونسيان، بعدما تم العثور عليهما مختبئين داخل حاوية على متن السفينة بعيد وصولها إلى وجهتها الأوروبية.
وكشف طاقم السفينة الأجنبية، التي كانت ترفع العلم الدنماركي، عن وجود الشابين بعدما لاحظوا حركات غير معتادة أثناء عمليات التفريغ. وبعد إخراجهما من مخبئهما، قرر القبطان تسليمهما للسلطات المحلية تمهيداً لإعادتهما إلى تونس، وفقاً للإجراءات القانونية المعتمدة في مثل هذه الحالات.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فقد سيطر الخوف والذعر على الشابين فور علمهما بقرار الترحيل الوشيك، فاختارا القفز في مياه البحر في محاولة يائسة للهروب، غير مباليين بخطورة الوضع ولا مدى بُعدهم عن الشاطئ. وبعد رحلة صعبة بلغت مسافتها أكثر من ألف كيلومتر بحراً، أنهى الخوف والأمل الممزوجان بالمخاطر مصير الشابين في ظروف درامية تعكس حجم مأساة الهجرة غير النظامية في المنطقة.
ورغم الصعوبات التي عاشها الشابان أثناء اختبائهما، وعدم توفير الحد الأدنى من شروط السلامة والصحة، أصرّا على المجازفة بحياتهما تجنباً للعودة القسرية إلى بلدهما. وتأتي هذه الواقعة ضمن سلسلة من الأحداث المأساوية التي تشهدها مؤخراً موانئ البحر المتوسط، حيث يتصاعد عدد الشباب التونسيين الراغبين في ترك أوطانهم عبر طرق محفوفة بالمخاطر بحثاً عن مستقبل أفضل.
وتسلط هذه الحادثة الضوء من جديد على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تدفع عدداً متزايداً من الشباب نحو خيار الهجرة غير القانونية، رغم وعيهم بالمخاطر التي تترصدهم أثناء الرحلة وعند الوصول وحتى بعد اكتشاف أمرهم.
وتتابع الجهات البحرية والإغاثية الأوروبية الكشف باستمرار عن قصص مشابهة لمهاجرين فقدوا أرواحهم أو تعرضوا لمصير مجهول خلال محاولتهم عبور البحر أو الاختباء فوق سفن الشحن، ما يدعو إلى تسليط المزيد من الجهد نحو معالجة جذور المشكلة وتوفير الحلول الحقيقية للشباب.
