السياحة الروسية في تونس تشهد انخفاضًا ملحوظًا وسط ارتفاع شعبية وجهات أفريقية أخرى

كشفت بيانات حديثة صادرة عن منصات السفر الروسية عن تحول ملحوظ في تفضيلات السيّاح الروس خلال مواسم 2024 و2025، حيث سجل الطلب على تونس كمقصد سياحي انخفاضًا قدره 25% مقارنة بالسنوات السابقة، في مقابل ارتفاع واضح في الإقبال على وجهات أفريقية أخرى.

ووفقًا لما نشرته صحيفة Gazeta.Ru بناءً على إحصائيات منصة «كوبيبيلِت» الروسية، فإن تراجع الاهتمام بتونس يُعزى إلى عوامل متعددة، أبرزها رغبة السياح الروس في اكتشاف وجهات جديدة غير تقليدية، إضافة إلى تطور العروض والخدمات السياحية في بعض الدول الأفريقية التي كانت فيما مضى قليلة الشهرة لدى الروس.

وبينما تظهر تونس ومصر ضمن قائمة الوجهات التي عرفت تراجعًا في الحجوزات من قبل السياح الروس، حافظت وجهات أفريقية أخرى مثل المغرب وجنوب أفريقيا وتنزانيا على جاذبيتها، بل وسجلت نسبة نمو معتبرة في الإقبال الروسي. ويرى خبراء في قطاع السياحة أن هذا التحول نتيجة لمزيج من العوامل، منها التغيرات في أسعار الرحلات وحزم العروض الجديدة والمغريات التي تقدمها فنادق ومنتجعات في أفريقيا الجنوبية والغربية.

وأشار التقرير إلى أن المنافسة باتت أقوى بين العواصم والمناطق السياحية الأفريقية لاستقطاب السائح الروسي، مع إطلاق الكثير من البرامج الترويجية وحملات التسويق باللغة الروسية وفتح خطوط طيران مباشرة نحو دول أفريقية ناشئة سياحيًا. إضافة إلى ذلك، ساهمت حالة عدم الاستقرار الاقتصادي وتقلبات سعر صرف الروبل في إعادة ترتيب أولويات السفر لدى الروس، حيث أصبحوا يبحثون عن وجهات توفر قيمة مضافة وتكلفة مقبولة.

ويحذر بعض المختصين بشؤون السياحة في تونس من أن هذا التراجع قد ينعكس سلبًا على القطاع السياحي الوطني إذا لم يتم تطوير حملات تسويق أكثر جاذبية تركز على إبراز ثراء التاريخ التونسي وتنوع منتجاته السياحية. وهم يدعون إلى استحداث شراكات جديدة مع منظمي الرحلات الروسية والعمل على زيادة المرونة في العروض السياحية لتناسب التحولات الجارية في السوق الروسية.

ومع استمرار المنافسة وظهور وجهات أفريقية جديدة على خارطة السياحة الروسية، يبقى أمام القطاع السياحي التونسي تحدي استعادة بريقه وجذب الزائر الروسي بما يتميز به من إرث ثقافي وطبيعة ساحرة وخدمات سياحية متطورة، حتى يتمكن من مواجهة التغيرات في اتجاهات الطلب العالمي.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *