الصين تدخل بقوة على خط إنتاج زيت الزيتون: هل تهتز مكانة تونس في السوق العالمية؟
برز في السنوات الأخيرة تطور لافت في صناعة زيت الزيتون العالمية، حيث سجلت الصين حضورًا متزايدًا كلاعب جديد في هذا القطاع الذي لطالما كانت تونس أحد رواده الرئيسيين. فبعد أن ظلت الصين لعقود مستوردًا للزيوت المتوسطية، بدأت في تعزيز إنتاجها المحلي بشكل ملحوظ، مما جعلها تخطو نحو مكانة مهمة في سوق تقدر قيمتها بمليارات الدولارات سنويًا.
تشير الإحصاءات إلى أن الصين تمكنت من رفع إنتاجها من زيت الزيتون إلى ما بين 60 و80 ألف طن سنويًا خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك بعد أن كان إنتاجها لا يُذكر قبل عقد من الزمن. وقد ساهمت الاستثمارات الحكومية وبرامج تطوير الزراعة في تعزيز هذا النمو، إضافة إلى توجيه الدعم لمزارع الزيتون في مقاطعات متعددة مثل سيتشوان وشينجيانغ.
في المقابل، تواصل تونس جهودها للحفاظ على مكانتها العالمية، حيث تمثل نحو 10% من صادرات زيت الزيتون في العالم. وتسعى تونس لتوسيع حصتها السوقية وزيادة حجم صادراتها ليصل إلى أكثر من 250 ألف طن سنويًا بحلول عام 2025، مستفيدة من جودة منتجاتها وسمعتها التاريخية في هذا القطاع.
رغم ذلك، تبرز تحديات حقيقية أمام تونس في الأسواق الجديدة، خاصة مع تصاعد التنافس من قبل الصين والدول الأوروبية الرائدة مثل إسبانيا، التي لا تزال تحتكر الحصة الأكبر من سوق زيت الزيتون في الصين، إذ تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 97% من واردات زيت الزيتون الصينية تأتي من أوروبا.
ويبدو أن توسع الصين في إنتاج الزيتون يعتمد على جذب الاستثمارات ونقل الخبرات الحديثة، بالإضافة إلى تلبية الطلب المتزايد على المنتجات الصحية والطبيعية في الأسواق المحلية والعالمية.
ختامًا، ورغم صمود تونس في صدارة الدول المصدرة لزيت الزيتون، فإن بروز الصين كمنافس منتج وقوة استهلاكية صاعدة يفرض على تونس ومنافسيها في حوض المتوسط تطوير سياسات تسويقية وابتكارات لجذب المستهلكين الجدد، مع الحفاظ على جودة المنتج والقدرة على التنافس في الأسواق العالمية المتغيرة.
