التداعيات الصحية الخطيرة للإضراب عن الطعام والماء: كيف يتأثر الجسم؟

يشكّل الإضراب الشامل عن الطعام والماء واحدة من أخطر أشكال الاحتجاج أو المقاومة التي يلجأ إليها بعض الأفراد والجماعات. هذا النوع من الإضراب لا يقتصر فقط على الامتناع عن الطعام، بل يمتد ليمتنع الإنسان حتى عن شرب الماء، ما يجعله أكثر فتكاً بالجسم وأسرع تأثيرًا في حدوث الانهيار العضوي.

يعتمد بقاء الإنسان على قيد الحياة دون طعام لفترات قد تتراوح من عدة أسابيع إلى شهرين إذا كان يتناول المياه فقط، إلا أن الحرمان من الماء يسرّع من ظهور المضاعفات القاتلة، حيث يصبح الجفاف عاملاً رئيسياً يهدد الحياة خلال فترة قصيرة تتراوح بين خمسة إلى عشرة أيام، وقد تحدث الوفاة بعد ثمانية أيام فقط أحيانًا بسبب توقف الأعضاء الحيوية عن العمل.

مع بداية الامتناع عن الماء، تبدأ الأعراض الخطيرة بالظهور خلال اليومين الأولين. يفقد الجسم كميّات كبيرة من السوائل، مما يؤدي إلى جفاف شديد في الفم والبشرة وقلة التبول وارتفاع درجة حرارة الجسم. وبسبب فقدان الأملاح والسوائل بسرعة هائلة، يشعر المضرب بالدوخة، الهزال والإرهاق الحاد، ويخسر القدرة تدريجياً على التركيز واتخاذ القرارات.

وبينما يشرع الجسم في استهلاك الدهون المخزنة لتوفير الطاقة عند الامتناع عن الطعام فقط، فإنه في حالة الإضراب الكامل (عن الطعام والماء)، يعجز الجسم عن أداء العمليات الحيوية، إذ أن الماء ضروري لنقل المواد الغذائية والتخلص من الفضلات والحفاظ على مستوى ضغط الدم السليم.

تشمل المخاطر التي تهدد حياة المضرب تركز السموم في الجسم، ضعف الدورة الدموية، خلل وظائف الكلى وتوقفها عن العمل ثم تضرر الأعضاء الحيوية الأخرى كالدماغ والقلب. ووفقًا لتقارير طبية، فإن الشباب الأصحاء قد يصمدون لعدة أيام، لكن المضاعفات الصعبة تبدأ بالظهور سريعاً مثل الارتباك، فقدان الوعي، الانهيار العصبي وأحياناً الغيبوبة.

الإضراب عن الطعام والماء ليس مجرد تحدٍّ نفسي أو جسدي عابر، بل هو دخول في معركة مصيرية مع الموت تتصاعد مخاطرها مع مرور الوقت. ولذا فإن هذا الإجراء يُعد أشدّ مراحل الخطر التي قد يلجأ إليها الإنسان، وتستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً عند ظهور أولى علامات التدهور الجسدي حفاظاً على حياة المضرب.

مصادر: استنادًا إلى تقارير الجزيرة نت، مصراوي، النجاح الإخباري وتحليل نتائج الخبراء الطبيين في قضايا الإضراب عن الطعام.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *