حقيقة صورة مزعومة لجنديين مغربيين قُتلا في إسرائيل خلال القصف الإيراني

انتشرت مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي صورة يُقال إنها لجنديين مغربيين قُتلا في أحد المواقع العسكرية الإسرائيلية أثناء التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل. وتناقل مستخدمو الإنترنت الصورة على نطاق واسع، مزعمين أن الجنديين المغاربة لقيا مصرعهما نتيجة قصف صاروخي إيراني استهدف قاعدة ميرون العسكرية الإسرائيلية، وأن السلطات المغربية تسلمت جثمانيهما.

لكن بالعودة إلى التحقيقات والتدقيق في مصدر الصورة المتداولة، يتبين أن الادعاء يفتقد إلى الدقة. فالصورة المنشورة التي تظهر تابوتين ملفوفين بالعلم داخل طائرة وعلى جانبيهما جنود بزي عسكري، ليست حديثة ولا ترتبط بالأحداث الجارية بين إسرائيل وإيران. وفقًا لما أوردته عدة منصات إعلامية ومواقع تدقيق الحقائق مثل CNN بالعربية وأحداث العالم وعدد من الصحف والمواقع المستقلة، تعود الصورة لسنوات سابقة استخدمت في سياق مختلف عن الادعاء الحالي.

وأكدت المصادر أن الصورة لا تتعلق بجنود مغاربة ولم يتم ربطها رسميًا بأحداث التصعيد بين إيران وإسرائيل أو بأي ضحايا من الجنسية المغربية ضمن القوات العسكرية هناك. وأشارت هذه المصادر إلى أن التحريات أوضحت أن أسماء الأشخاص المذكورين في الشائعات (النقيب مهدي جنور، والرائد جمال إدريسي) لم تُذكر في أي مصادر رسمية أو موثوقة.

تجدر الإشارة إلى أن الشائعات والصور المفبركة غالبًا ما تنتشر على منصات التواصل، مستغلة الأحداث الدولية الجارية بغرض إثارة البلبلة أو تحقيق مكاسب سياسية وإعلامية. وتوصي الجهات المعنية بمواجهة موجة المعلومات المضللة بالاعتماد على المصادر الرسمية المعتمدة والتأكد من صحة الأخبار قبل تداولها.

وبذلك، يتضح أن الادعاء حول مقتل جنديين مغربيين في إسرائيل نتيجة قصف إيران هو ادعاء عارٍ عن الصحة ولا يستند إلى دلائل أو مصادر موثوقة، والصورة المنشورة قديمة ولا تمت بصلة للحادثة المزعومة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *