تفاصيل الإطاحة بسارق مجوهرات في عملية نوعية بمدينة ماطر
شهدت مدينة ماطر من ولاية بنزرت مؤخراً واحدة من أكثر قضايا السطو غموضاً وجرأة، حيث تمكنت وحدات الأمن الوطني بمنزل بورقيبة من فك لغز سرقة محل مجوهرات قدرت قيمة مسروقاته بأكثر من نصف مليون دينار تونسي، في عملية أثارت اهتمام الرأي العام خاصة وأن السيناريو الذي استعمله الجاني يوحي بتخطيط دقيق استمر لفترة طويلة.
بحسب المصادر الأمنية، تعود الواقعة إلى منتصف شهر أفريل الفارط، حينما اكتشف صاحب محل مجوهرات وسط المدينة تعرض محله للسرقة بعد أن لاحظ اختفاء كميات كبيرة من المصوغ الثمين ليلاً. وبعد تحريات مكثفة، تبين أن السارق لجأ إلى أسلوب غير تقليدي، إذ عمد إلى حفر جدار المحل متخذاً من محل مهجور مجاور ساتراً لتنفيذ خطته دون إثارة الانتباه. وتشير المعطيات إلى أن الإعداد للعملية استغرق من الجاني حوالي سنتين قام خلالها بدراسة الموقع، مما مكنه من تجاوز مختلف أنظمة الحماية.
انطلقت الأبحاث الأمنية فور تلقي البلاغ، وشهدت مشاركة تقنيات حديثة لجمع الأدلة وتحليل المعطيات الميدانية. وبعد عمل استخباراتي دقيق وتعقب للمشتبه فيه، نجحت الفرق الأمنية صباح يوم الأحد في تحديد مكان تواجده وإلقاء القبض عليه رغم محاولاته لإخفاء المسروقات.
وقد تمكنت الوحدات الأمنية من استرجاع كامل المشغولات الذهبية المسروقة، والتي تجاوزت قيمتها نصف مليون دينار. وما تزال التحقيقات جارية للكشف عن أي شركاء محتملين وتفاصيل إضافية تخص ملابسات الجريمة.
أثارت هذه العملية إشادة واسعة في الأوساط المحلية، حيث نوه الأهالي بكفاءة الأجهزة الأمنية وسرعة تحركها ونجاعتها، داعين إلى تعزيز الإجراءات الأمنية حول المحلات التجارية ذات الطابع الحساس للحد من مثل هذه الجرائم.
وتؤكد الأجهزة الأمنية التزامها بمواصلة التصدي لكافة أشكال الجريمة وتقديم كل الضالعين للعدالة، في رسالة تطمئن بها المتساكنين وتدعوهم إلى التعاون والتبليغ عن أي تحركات مشبوهة يمكن أن تهدد سلامة ممتلكاتهم.