راشد الغنوشي يشرع في إضراب عن الطعام تضامنًا مع قيادات معارضة معتقلة
قرر راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة وأحد أبرز الوجوه السياسية في تونس، الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداءً من يوم السبت، دعمًا لكل من جوهر بن مبارك وعصام الشابي.
جاءت هذه الخطوة في إطار موجة احتجاجية متصاعدة ضد ما وصفته أحزاب وشخصيات سياسية تونسية بالاعتقالات التعسفية في صفوف المعارضة، حيث يحتفظ العديد من رموز المعارضة خلف القضبان في الأسابيع الأخيرة. وقد أكد فريق الدفاع عن الغنوشي أن الإضراب يهدف إلى تسليط الضوء على ملف “الاعتقال غير العادل” لكبار الشخصيات السياسية، والتأكيد على مطلب إطلاق سراحهم فورًا وضمان احترام الحريات العامة في البلاد.
ويأتي تحرك الغنوشي، البالغ من العمر 84 عامًا، في أعقاب تصعيد واضح بين المعارضة والحكومة تحت قيادة الرئيس قيس سعيّد، وسط أجواء سياسية متوترة بسبب استمرار الاحتجازات ومحاكمات معارضين. ويرى مراقبون أنّ انخراط قيادات من هذا المستوى في تحرك مثل إضراب الجوع يعكس مناخ الاستقطاب المتزايد بين أكبر المكونات السياسية في البلاد، ويعيد الجدل حول مدى التزام السلطات بمبادئ القانون والديمقراطية.
وأكدت مصادر إعلامية وحقوقية أن الخطوة التي اتخذها الغنوشي قد تجد صدى واسع لدى بقية الشخصيات السياسية والمدنية، في سياق مواقف رافضة لما تعتبره حملة لتصفية الحسابات مع رموز المعارضة. وتُطالب عائلات المعتقلين وهيئات الدفاع بإطلاق سراحهم، معتبرين أن إجراءات حبسهم تتعارض مع الضمانات الدستورية لحرية العمل السياسي في تونس.
وتجدر الإشارة إلى أن ملف الاعتقالات السياسية وعلاقة أجهزة الدولة بمعارضيها يظل من أبرز الملفات الساخنة في المشهد التونسي، مع تزايد دعوات الحوار الوطني وضرورة البحث عن حلول سياسية تنأى بتونس عن مزيد من التوتر والانقسام.
