تصريحات بنكيران حول تعليم الفتيات تثير موجة جدل في المغرب

أشعلت تصريحات عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية الأسبق، جدلاً واسعاً في الأوساط المغربية إثر كلمته الأخيرة خلال لقاء حزبي نظمه بمدينة أكادير. وخلال هذا اللقاء، وجه بنكيران رسالة مباشرة للفتيات، دعا فيها إلى إعطاء الأولوية للزواج على حساب متابعة الدراسة، معتبراً أن التعليم لا يعود عليهن بالنفع إذا فاتهن قطار الزواج.

وأبرز بنكيران في مداخلته أن «الزواج يجب أن يكون في مقدمة أولويات الفتاة»، مؤكداً أن فرص تحقيق الاستقرار والسعادة تزداد بالزواج، على حد قوله. عباراته لاقت استياءً لدى شريحة كبيرة من المجتمع، حيث اعتبر الكثيرون أن تصريحاته تشكل اختزالاً لدور المرأة، وتقلل من أهمية العلم والمعرفة في حياة النساء.

كما استغربت عدة جمعيات نسائية وحقوقية مواقف بنكيران، حيث عبّرت عن رفضها لمثل هذه التصريحات واعتبرتها تراجعا عن المكتسبات التي ناضلت من أجلها النساء في المغرب لعقود. وقالت منظمات نسوية إن مستقبل الفتيات لا يجب أن ينحصر في الزواج فقط، بل يجب التركيز على توفير فرص التعليم والعمل الكريم لهن، مؤكدة أن التعليم يمثل عاملاً رئيسياً في تمكين المرأة وضمان استقلاليتها وفاعليتها داخل المجتمع.

واستند منتقدو بنكيران إلى التجارب الدولية التي أثبتت أن تعليم الفتيات يساهم في تحقيق التنمية الأسَرية والاجتماعية ويوفر حماية أكبر من الفقر والهشاشة. وأشاروا إلى أن المجتمعات التي تهمّش تعليم البنات تعاني على المدى الطويل من تحديات كبيرة على مستوى التنمية البشرية.

وفي المقابل، دافع بعض مؤيدي بنكيران عن وجهة نظره، معتبرين أنها تستند إلى السياق الاجتماعي والثقافي المغربي، حيث تشكل مؤسسة الزواج قيمة أساسية للكثير من الأسر.

وبين رافض ومؤيد، تعيد مثل هذه النقاشات قضية المرأة والتعليم إلى صدارة القضايا المجتمعية في المغرب، وتسلط الضوء على التحديات المستمرة في طريق تحقيق المساواة والتقدم الاجتماعي.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *