جدل حول حذف إذاعة جوهرة أف أم لمحتوى سياسي من مداخلة فوزي عبد الرحمان دون علمه
أثار الوزير السابق والناشط السياسي فوزي عبد الرحمان موجة جديدة من النقاش حول واقع حرية التعبير في تونس، وذلك بعد أن أفاد عبر تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي بأنه قد تفاجأ بحذف الجزء المتعلق بالشأن السياسي من حديثه الذي أدلى به في برنامج “بوليتيكا” على إذاعة “جوهرة أف أم” يوم الثلاثاء 23 جويلية 2025.
وصرح عبد الرحمان أن مشاركته في البرنامج جاءت بدعوة من الإعلامي زهير الجيس، حيث تناول أثناء المداخلة مواضيع سياسية حساسة تتعلق بالوضع العام في تونس. إلا أنه لاحظ بعد بث الحلقة أن الإذاعة قامت بحذف المقطع الخاص بالشؤون السياسية من تدخله دون إعلامه أو التنسيق معه مسبقًا.
وفي توضيحه، اعتبر عبد الرحمان أن هذا التصرف يعد مساسًا بحق الضيف في التعبير الكامل عن رأيه، وليس فقط انتقاء أجزاء من حديثه حسب ما تقتضي اعتبارات إدارة البرنامج أو الإذاعة. وقد أعرب عن استغرابه من غياب الشفافية في معالجة حوارات الضيوف، محذرًا من انعكاسات مثل هذه الممارسات على صورة الإعلام ودوره في ضمان التعددية واحترام الآراء المخالفة.
ويشار إلى أن معطيات حادثة حذف جزء من المداخلة سلطت الضوء مجددًا على واقع الإعلام في تونس، خاصة فيما يتعلق بهوامش الحرية المتاحة وحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في تعديل المواد المنشورة مقابل حق الشخصيات المستضافة في نقل رسائلهم بصورة كاملة ودون اجتزاء.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة التي لاقت اهتمامًا واسعًا على المنصات الاجتماعية، أعادت طرح أسئلة حول حدود حرية التعبير، ودور المؤسسات الإعلامية في بناء الثقة مع المتابعين والضيوف على حد سواء، في ظل حساسيات المرحلة التي تمر بها البلاد سياسياً وإعلامياً.