موسكو تلقي باللوم على تدخل الناتو في تدهور أوضاع المهاجرين وتنتقد السياسات الأوروبية
في جلسة خاصة لمتابعة ملفات الهجرة والجريمة العابرة للحدود، انتقدت المندوبة الروسية لدى المنظمات الأوروبية سياسات الدول الأوروبية وحملتها المسؤولية عن تدهور أوضاع المهاجرين في المنطقة، معتبرة أن التدخلات العسكرية الغربية، خاصة في ليبيا عام 2011، شكلت نقطة تحول خطيرة وأساسًا للأزمة الإنسانية الحالية.
وأشارت الدبلوماسية الروسية إلى أن العمليات العسكرية التي نفذها حلف شمال الأطلسي بناءً على قرار مجلس الأمن الدولي حينها، أدت إلى زعزعة استقرار ليبيا وتفكك مؤسساتها، الأمر الذي جعل البلاد نقطة انطلاق رئيسية لرحلات الهجرة غير النظامية نحو أوروبا، وبيئة خصبة للجريمة المنظمة والاتجار بالبشر.
واتهمت روسيا عدداً من الدول الأوروبية بتجاهل التداعيات طويلة الأمد للتدخل العسكري وباتباع معايير مزدوجة حيال حقوق الإنسان، قائلة إن السياسات الأوروبية الحالية لم تستطع احتواء المشاكل الناجمة عن النزاعات السابقة، بل أسهمت في تعقيدها. وأضافت أن هذه السياسات أدت أيضاً إلى تراجع ثقة العديد من الدول في العدالة الدولية، وهو ما دفع أربعة بلدان للانسحاب من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وشددت المندوبة على ضرورة مراجعة نهج التعامل مع قضايا الهجرة والصراعات، داعية إلى معالجة الأسباب الجذرية للأزمات بدلاً من الاكتفاء بمعالجة نتائجها. كما أكدت أهمية العمل الجماعي الدولي لإيجاد حلول دائمة تراعي استقرار وأمن الدول المعنية وحماية حقوق جميع المتضررين، خاصة المهاجرين واللاجئين.
تجدر الإشارة إلى أن تصريح روسيا جاء بعد 14 عاماً من التدخل العسكري في ليبيا، وقد أثارت المواقف الروسية نقاشات واسعة حول مدى نجاح السياسات الأوروبية والإطار الأممي في التعامل مع تداعيات الأزمة الليبية وتفاقم ظاهرة الهجرة في البحر المتوسط.
