جدل حول توجيه تلميذ متفوق في الباكالوريا من اختصاص الطب إلى علم الآثار يثير تساؤلات
أثارت حالة تلميذ تونسي نجح بتفوق كبير في امتحان الباكالوريا ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما تم تحويل وجهته الجامعية من شعبة الطب إلى شعبة علم الآثار، رغم حصوله على معدل مرتفع جدًا في شعبة العلوم التجريبية. يعود سبب الجدل إلى تدوينة نشرها الدكتور حاتم الغزال، المختص في علم الأجنة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، حيث ناشد من خلالها الجهات المعنية وعموم المواطنين لمساعدته في معالجة هذا الوضع الذي وصفه بغير العادل.
وقد روى الدكتور الغزال أن التلميذ المُعني نجح في الباكالوريا بامتياز وكان حلمه مواصلة دراسته في كلية الطب، لكن تمت توجيهه بشكل مفاجئ إلى أحد المعاهد المختصة في علم الآثار، وهو قطاع بعيد جدًا عن رغبته الأساسية ومساره الدراسي. أثارت القصة تعاطف الكثيرين الذين اعتبروا أن نظام التوجيه الجامعي يحتاج إلى إعادة تقييم خاصة فيما يتعلق بالشباب المتفوقين والذين يبذلون مجهودًا كبيرًا لتحقيق أحلامهم العلمية.
يتساءل متابعون حول الأسباب الحقيقية وراء مثل هذه الحالات، وهل تتعلق بعدد المقاعد المحدودة في الكليات الطبية أو بسياسات توزيع الطلاب بين الشعب الجامعية المختلفة دون مراعاة أولويات ورغبات المتفوقين. ويؤكد نشطاء تربويون أن تكرار هذه الوقائع يُهدد بتحطيم معنويات التلاميذ المتفوقين وقد يدفعهم للهجرة أو العزوف عن القطاعات الحيوية مثل الطب لصالح قطاعات لا تتوافق مع طموحاتهم أو حاجات البلاد الفعلية.
يُذكر أن وزارة التعليم العالي في تونس تقوم سنويًا بتوجيه الطلبة المتحصلين على الباكالوريا حسب معدلاتهم وخياراتهم والمسالك المتاحة، إلا أن هناك دعوات لمراجعة المعايير الحالية حتى تتلاءم مع كفاءات الطلاب وتطلعاتهم الشخصية، بما يساهم في تعزيز الإنصاف وتكافؤ الفرص في النظام التعليمي.
ولا تزال مناشدة الدكتور حاتم الغزال تلقى تفاعلاً واسعًا في الأوساط التعليمية والمجتمعية، وسط آمال أن تتم إعادة النظر في وضعية هذا التلميذ وغيره من الحالات المشابهة ليتم إنصافهم ومساعدتهم على تحقيق أحلامهم الأكاديمية.