حادثة تسرب غازات خطيرة في قابس تنقل العشرات من التلاميذ للمستشفى
شهدت مدينة قابس صباح اليوم الاثنين حادثة بيئية خطيرة أدت إلى نقل أكثر من ثلاثين تلميذاً من المدرسة الإعدادية عطية إلى قسم الطوارئ بالمستشفى الجهوي بعد تعرضهم لموجة اختناق حادة، حسب ما ذكرته مصادر من الحماية المدنية.
وتعود أسباب هذه الحالات، وفق إفادات أولية، إلى تسرب مواد كيميائية ملوثة وانبعاث غازات خطيرة في محيط المدرسة. وتشير المعطيات إلى أن المصدر الأساسي للتسرب هو الانبعاثات الصادرة عن المجمع الكيميائي الكائن في المنطقة، ما أدى إلى انتشار مادة ذات رائحة قوية في الهواء، تسببت في أعراض متفاوتة شملت صعوبات في التنفس ودواراً وغمياً لدى بعض التلاميذ.
وتم التدخل الفوري من قبل الإطار الطبي وشبه الطبي في قسم الاستعجالي لتقديم الإسعافات الضرورية للمتضررين، وسط مخاوف أولياء التلاميذ الذين توافدوا بأعداد كبيرة على المستشفى للاطمئنان على صحة أبنائهم، في حين باشرت الجهات المختصة التحقيق في أسباب الحادث وتقييم حجم الأضرار.
وأثار الحادث غضباً واسعاً في صفوف الأهالي والأوساط البيئية بالمنطقة، حيث جددت الجمعيات المحلية دعوتها لمراجعة وضعية المصانع الكيميائية وفرض رقابة صارمة على انبعاثاتها، حفاظاً على صحة السكان وخاصة التلاميذ في المؤسسات التربوية المجاورة.
يذكر أن منطقة قابس تشهد من حين لآخر مثل هذه الحوادث بسبب تواجد عدد من المصانع الكبيرة التي تنتج الأسمدة والمواد الكيميائية، ما يجعل ملف التلوث البيئي في صدارة الاهتمامات المحلية والوطنية. وقد تعالت الأصوات مجدداً لمطالبة السلطات العمومية بتحمل مسؤولياتها في حماية المواطنين والحد من المخاطر الناجمة عن الأنشطة الصناعية العشوائية.
