تسرّب غازي بمحيط مدرسة في قابس يتسبب في نقل عشرات التلاميذ إلى المستشفى
شهدت مدينة قابس، صباح اليوم الاثنين، حادثة خطيرة تمثلت في تعرض أكثر من ثلاثين تلميذا لحالات اختناق، استوجبت نقلهم بشكل عاجل إلى قسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي بالمدينة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
وأفادت مصادر من الحماية المدنية أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن سبب هذه الحوادث يعود إلى انبعاث غازي خطير تسرب في محيط المدرسة الإعدادية عطية، مرجحة أن يكون مصدر هذا التسرب هو أحد وحدات الإنتاج التابعة للمجمع الكيميائي القريبة من المنطقة. وقد أثار هذا الحادث مخاوف واسعة في صفوف الأهالي وأولياء التلاميذ الذين هرعوا إلى المؤسسة التعليمية للاطمئنان على صحة أبنائهم.
وأوضحت ذات المصادر أن فرق الحماية المدنية تدخلت بسرعة ونقلت التلاميذ المتضررين، الذين تراوحت أعمارهم بين 12 و15 سنة، وكانت أعراضهم تتنوع بين ضيق في التنفس ودوار وصداع قوي، وقد تم وضعهم تحت المراقبة الطبية إلى حين استقرار حالاتهم.
وقد تحركت الجهات الصحية والإدارية لتقييم الوضع بشكل دقيق، وفتح تحقيق بغية تحديد المسؤوليات ومنع تكرار مثل هذه الحوادث الخطيرة، خاصة وأن المنطقة عرفت في السابق حوادث بيئية مشابهة أثارت احتجاجات متكررة حول التلوث الصناعي وتأثيره على الصحة العامة.
ويطالب العديد من مكونات المجتمع المدني في قابس بضرورة التدخل العاجل للحد من الانبعاثات الخطيرة الصادرة عن الوحدات الصناعية وضمان تطبيق معايير السلامة البيئية، حفاظا على صحة التلاميذ وسكان المدينة ككل.
وأصدر عدد من الجمعيات البيئية بيانات عبرت فيها عن تضامنها مع الأسر وتلاميذ المدرسة، ودعت إلى وضع خطة طوارئ بيئية ورقابية مشددة لتفادي مزيد من الحوادث مستقبلا.
من جهة أخرى، أكدت إدارة المستشفى الجهوي بقابس أن أغلب التلاميذ قد غادروا قسم الاستعجالي منذ ساعات بعد استقرار حالتهم الصحية، فيما تواصل السلطات المختصة متابعة الوضع عن كثب واتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية السكان والمؤسسات التربوية من أية مخاطر مستقبلية.
