تحوّل مفصلي في المشهد السياسي التونسي: زياد كريشان يحذّر من نهاية مرحلة وبدء أخرى
خلال افتتاحية نُشرت الإثنين 1 ديسمبر 2025، ناقش زياد كريشان، رئيس تحرير جريدة المغرب، المشهد السياسي في تونس، مشيرًا إلى أن البلاد دخلت مرحلة جديدة حاسمة تُمثل نهاية انتقالها الديمقراطي الممتد منذ 2011. وأكد كريشان أن التطورات الراهنة تشكّل تحولاً جوهريًا في قواعد اللعبة السياسية، ما يضع تونس أمام مفترق طرق جديد يتطلب مراجعة شاملة للمسار السياسي والاجتماعي.
وأشار في مقاله إلى أن الإجراءات المتخذة في 25 جويلية 2021 كانت نقطة فارقة أسست لوضع سياسي مغاير لما عرفته تونس طوال السنوات الماضية. ويرى كريشان أن ما تمر به البلاد اليوم ليس مجرد أزمة عابرة، بل هو تغيير كامل في المؤسسات وأنماط الحكم، خاصة بعد القرارات التي أثرت على الفصل بين السلطات وحرية العمل السياسي، والتي كانت من ركائز التجربة الديمقراطية التونسية.
وشرح كريشان أن ما يحدث اليوم من تغييرات ليس منفصلاً عن السياق السياسي والاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد. فالتحديات الاقتصادية المتزايدة، إلى جانب تراجع ثقة المواطنين في المؤسسات، أدت إلى قبول قطاعات واسعة من المجتمع بإجراءات استثنائية جمّدت الحياة البرلمانية وغيّرت موازين القوى التقليدية.
وحذّر كريشان من أن تونس تمر الآن بمرحلة يمكن أن تحدّد ملامح المستقبل لسنوات قادمة، معتبرًا أن الضمانة الأساسية لأي تجاوز للأزمة تبقى في الحوار الوطني وإعادة بناء التوافق بين الفاعلين السياسيين والاجتماعيين. وأشار في الختام إلى أن التحدي الأكبر أمام تونس اليوم هو إيجاد توازن بين متطلبات الاستقرار السياسي وحماية المكتسبات الديمقراطية التي تحققت خلال العقد الماضي.
