إضطرابات داخل اتحاد الشغل: التساؤلات تتصاعد بعد غياب نور الدين الطبوبي المؤقت
أثار الغياب المفاجئ لنور الدين الطبوبي، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، الكثير من التساؤلات داخل الأوساط النقابية والشعبية. فقد تصدرت الأخبار قرار تكليف فاروق العياري بالإشراف على مهام الأمانة العامة بشكل مؤقت، مما فتح الباب أمام قراءات وتأويلات حول أسباب هذا التحول المؤقت ودلالاته السياسية على مستقبل المنظمة.
يأتي هذا التطور في سياق سياسي حساس تعيشه تونس يتسم بتعقد المشهد وتزايد الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية. وقد كان انقطاع الطبوبي عن النشاط خلال شهر أوت محل تكهنات عديدة، خاصة مع تصاعد الحملات النقدية ضد اتحاد الشغل على مواقع التواصل الاجتماعي. ويؤكد مقربون من الاتحاد أن الأمين العام قد قرر أخذ عطلة سنوية مستحقة في ظل ضغط المهام ومسؤولية تسيير إحدى أكبر المنظمات الوطنية، إلا أن غيابه تزامن مع تصعيد الخطاب ضد الاتحاد من بعض الأطراف السياسية ما جعل الشارع يتساءل عن الخلفيات الحقيقية لهذا القرار.
يشار إلى أن فاروق العياري، الذي أنيطت به مهمة إدارة الأمانة العامة مؤقتاً، يُعرف كأحد أبرز قيادات الاتحاد وله خبرة طويلة في التسيير النقابي، وقد تعهّد في تصريحات مقتضبة بمواصلة الدفاع عن مصالح العمال وضمان استمرارية عمل المنظمة دون تعطيل.
من جهته، لم يصدر حتى الآن توضيح رسمي شامل من اتحاد الشغل يشرح خلفيات الغياب أو المدة الزمنية لهذا الترتيب المؤقت، لكن مصادر داخل الاتحاد تطمئن إلى أن الأمور تحت السيطرة ولا توجد أي أزمة داخلية خطيرة كما يروج لذلك البعض. ورغم ذلك، يظل الشارع التونسي يراقب عن كثب تطورات الوضع داخل الاتحاد العام للشغل، خاصة أن المنظمة تبقى من أهم الفاعلين على الساحة السياسية والاجتماعية في البلاد.
هكذا، يبقى غياب الطبوبي وتكليف العياري مناسبة لإعادة طرح التساؤلات حول مستقبل القيادة النقابية وعلاقتها بالمناخ السياسي العام في تونس.