تفاصيل أرباح عمال جمع القمامة في تونس: بين واقع صعب وآمال بالتنظيم

كشفت دراسة ميدانية حديثة أجراها الباحث في علم الاجتماع سفيان جاب الله حول “اقتصاد القمامة” في تونس عن حقائق مفاجئة تتعلق بمداخيل عمال جمع النفايات المعروفين بالبرباشة. وأشار جاب الله إلى أن هناك فرقًا شاسعًا بين مداخيل كبار العاملين في هذا المجال والبرباشة البسطاء، إذ تحقق الفئة الأولى أرباحا شهرية قد تتجاوز آلاف الدنانير، بينما لا يتجاوز دخل الغالبية من عمال القمامة في الأسواق والأماكن العامة بين 15 و20 دينارًا يوميًا بعد احتساب التكاليف والاقتطاعات المفروضة.

وينتمي معظم البرباشة لشرائح اجتماعية فقيرة، ويعملون في ظروف قاسية دون أي حماية اجتماعية أو تغطية صحية، وفي غياب تام لعقود عمل رسمية أو قوانين تنظم القطاع. وعلى الرغم من أهمية دورهم في فرز وإعادة تدوير النفايات، وهو ما يعود بالفائدة على الاقتصاد والبيئة، إلا أن هؤلاء العمال يواجهون العديد من المخاطر الصحية والاجتماعية بسبب طبيعة العمل غير المنظمة وانعدام الرقابة الرسمية.

ويرى جاب الله أن وجود كبار للبرباشة يملكون شبكات لجمع وفرز وبيع النفايات ساهم في تركيز الأرباح بيد قلة، فيما يظل أغلب العاملين عرضة للاستغلال وغياب الاستقرار المادي. وتبرز دراسة جاب الله دعوة ملحة للسلطات من أجل تنظيم القطاع وخلق إطار قانوني يضمن حقوق البرباشة ويوفر لهم الحماية الاجتماعية والصحية، سعيا لتحسين ظروف عملهم والاعتراف بدورهم الحيوي في المجتمع التونسي.

وتظل مهنة جمع القمامة أحد أبرز مظاهر الاقتصاد غير الرسمي في تونس، ويأمل كثيرون أن تشكل نتائج هذه الدراسات منطلقًا لحوار وطني جاد حول العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، بما يحقق كرامة هؤلاء العمال ويعزز مساهمتهم الإيجابية في الحفاظ على البيئة والتقليل من التلوث.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *