ابتكار تونسي: أطراف صناعية ذكية تمنح أملاً جديداً للمصابين وتعيد حاسة اللمس

شهدت مدينة سوسة التونسية تطورًا مهمًا في مجال التكنولوجيا الطبية، حيث أطلقت شركة ناشئة محلية جيلاً جديدًا من الأطراف الصناعية الإلكترونية عالية الذكاء وقليلة الوزن، مع أسعار تنافسية تفتح المجال أمام فئات واسعة من المرضى للاستفادة من هذه التقنية.

تأسست شركة “كيور بايونيكس” سنة 2020 بمبادرة من المهندس الشاب محمد ضوافي، الذي استلهم فكرة المشروع خلال دراسته بالمدرسة الوطنية للمهندسين بسوسة. وسرعان ما استطاعت الشركة أن تبرز في مجال الابتكار عبر تطوير أطراف صناعية تستجيب لحركات العضلات وتمنح مستخدميها شعوراً أقرب للطبيعة، حتى أنها تعيد حاسة اللمس التي فقدها الكثيرون بعد الإصابات أو البتر.

تكمن قوة المنتج في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الدقيقة والتي تتيح للجهاز التقاط وتحليل إشارات العضلات في الطرف المبتور، ما يمكّن الطرف الصناعي من محاكاة وظائف الكف أو اليد البشرية بدقة مذهلة. إضافة إلى ذلك، تدعم الأطراف المطوّرة خاصية استعادة الإحساس باللمس، وهي ميزة ثورية تسهم بقوة في تحسين نوعية حياة المستخدم.

أوضح ضوافي أن أطراف كيور بايونيكس صُممت بحيث تكون خفيفة، متينة، وملائمة لمختلف الفئات العمرية، انطلاقا من الأطفال وصولاً إلى كبار السن. ويضيف: «حرصنا على أن يكون المنتج بتكلفة منخفضة مقارنة بالحلول المستوردة، حتى يتمكن أكبر عدد من المصابين من استعادة استقلاليتهم». كما اعتمد فريق الشركة تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد لتسريع الإنتاج وخفض التكلفة مع الحفاظ على جودة عالية.

وأشارت الشركة أن تمويل تطوير هذه الأطراف جاء بشكل رئيسي عبر استثمارات محلية وجهود شخصية من المؤسسين، إلى جانب أرباح أولية وجوائز حصلت عليها في مسابقات الابتكار الإفريقي والعالمي. كما يجري العمل على توسيع نطاق التوزيع لتعزيز انتشار هذه التقنية في أسواق العالم العربي وإفريقيا.

يثني مختصون في الهندسة الطبية الحيوية على هذا المنجز التونسي، معتبرين أن إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد في هذا المجال الحيوي يمثل مستقبل الرعاية الصحية للمصابين بفقدان الأطراف، ويمنحهم أملاً جديداً في حياة أكثر استقلالية وكرامة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *