شركة طيران مالطية تتدخل لإنقاذ مسافري Tunisair Express بعد تعليق تراخيصها الأوروبية
في تطور مفاجئ ومعقد، اضطرت شركة الطيران التونسية السريعة “تونيسار إكسبريس” للاستعانة بطائرة مؤجرة من شركة مالطية، لنقل مجموعة من المسافرين العالقين في مطار لافاليتا بمالطا. جاء هذا الإجراء إثر قرار فوري من وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA) بتعليق تراخيص طائرتين تابعتين لتونيسار إكسبريس ضمن قائمة مشغلي الدول الثالثة، ما تسبب في توقف الرحلات نحو وجهات أوروبية عديدة منها مالطا وكاتانيا ونابولي وباليرمو.
تفاصيل الحادثة تعود إلى أربعة عشر من أوت 2025، حيث أصدرت وكالة سلامة الطيران الأوروبية بيانًا يحدد فيه أسماء الشركات التي تجمد رخصتها مؤقتًا بسبب “احتياطات تتعلق بالسلامة ومعايير التشغيل الأوروبية”. وقد انعكس قرار التعليق فورياً على جدول رحلات الشركة التونسية، حيث وجد عشرات المسافرين أنفسهم عالقين خارج الأراضي التونسية.
وفي محاولة منها لحل الأزمة بسرعة، لجأت “تونيسار إكسبريس” إلى شركة UNIVERSAL AIR المالطية، التي وفرت بدورها طائرة طراز بومباردييه تستوعب 78 راكباً. تم تنظيم رحلات استثنائية لإعادة المسافرين التونسيين إلى وطنهم بعد أن قضوا ثلاثة أيام في انتظار الفرج داخل مطار مالطا الدولي.
هذا التحرك السريع يعكس أهمية التعاون الدولي في قطاع الطيران عندما تواجه الشركات الوطنية صعوبات غير متوقعة تؤثر بشكل مباشر على المسافرين. كما يسلط الضوء على مدى صرامة المتطلبات التي تفرضها السلطات الأوروبية لضمان أعلى درجات السلامة في الأجواء.
أما على الصعيد الرسمي، فقد وعدت إدارة “تونيسار إكسبريس” بأنها تعمل بشكل مكثف مع الجهات الرقابية والأوروبية لتسوية جميع الأمور الفنية والإدارية المطلوبة بهدف استعادة نشاطها الطبيعي وتفادي تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
وأشادت مصادر داخل الشركة بروح المسؤولية التي أبداها الطاقم الفني والإداري في إدارة الأزمة، مؤكدين أن سلامة الركاب وعودتهم السريعة إلى وطنهم تبقى على رأس أولويات الشركة. من جهة أخرى، أثار هذا الحدث نقاشًا واسعًا بين الخبراء حول ضرورة الاستثمار في تحديث أسطول الطيران التونسي وتعزيز إجراءات الامتثال للمعايير الأوروبية تحسبًا لأي تدقيق أو طارئ يشهده القطاع مستقبلًا.
ويبقى رجال ونساء قطاع الطيران في تونس أمام اختبار جديد لبناء الثقة مع المسافرين، واستعادة الاستقرار في حركة النقل الجوي مع أوروبا، بعد تجاوز أزمة التعليق الأخيرة.