عرض حضاري فريد: قطع أثرية من زاما تعود من روما إلى متحف باردو بتونس

في خطوة مهمة ضمن الجهود المستمرة لتعزيز العلاقات الثقافية بين تونس وإيطاليا، ستشهد تونس في يناير 2026 حدثًا ثقافيًا بارزًا يتمثل في إعادة عرض مجموعة أثرية من كنوز مدينة زاما التاريخية، والتي تم ترميمها في العاصمة الإيطالية روما. وسيُنظم هذا الحدث من خلال معرض دولي يحمل عنوان “ماجنا ماتر بين روما وزاما” سيحتضنه متحف باردو الوطني المرموق.

يتضمن المعرض نحو ثلاثين قطعة أثرية فريدة اكتُشفت بموقع زاما الأثري في ولاية سليانة، شمال غرب تونس، ويعود أغلبها إلى الفترة الرومانية. تمثل هذه القطع رمزية دينية وتاريخية هامة، إذ تتعلق في معظمها بالإلهة الرومانية “سيبال”، المعروفة أيضًا بماجنا ماتر لدى الرومان، والتي كانت تحظى بعبادة واسعة في شمال إفريقيا وأوروبا خلال العهد القديم.

وجاءت إعادة القطع إلى تونس ثمرة تعاون وثيق بين وزارتي الثقافة في كل من تونس وإيطاليا، بالإضافة إلى جهود المعهد الوطني للتراث بتونس ومتاحف روما، حيث خضعت القطع الأثرية لترميم دقيق أتاح إبراز قيمتها الجمالية والتاريخية من جديد. ويرتقب أن يوفر معرض “ماجنا ماتر” فرصة فريدة للزوار للاطلاع على جزء هام من التراث المشترك الذي يبرز امتداد الحضارات المتوسطية وتفاعلها عبر العصور.

متحف باردو الوطني، الذي يتشرف باستضافة هذا الحدث، يُعتبر واحدًا من أكبر المتاحف في حوض البحر الأبيض المتوسط ويضم بالفعل مجموعة واسعة من الفسيفساء والتحف الرومانية. ويمثل المعرض مناسبة لاستكشاف جانبٍ جديد من هوية تونس الثقافية من خلال ما خلفته مدينة زاما العتيقة، التي شهدت واحدة من أشهر المعارك في التاريخ القديم بين القرطاجيين والرومان.

من المنتظر أن يجذب المعرض اهتمام الباحثين والمؤرخين والجمهور العام، كما يشكل خطوة مهمة نحو تعزيز موقع تونس كجسر ثقافي وحضاري بين ضفتي المتوسط، ويرسخ الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الأثري كمصدر إلهام للأجيال القادمة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *